الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب الانتكاسة ورجوع القلق عند التوقف عن العلاج

السؤال

السلام عليكم
الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم .. حفظه الله.

كنت أعاني من قلق وتوتر، ووصفت لي سبرالكس وتحسنت، وبعد انتهاء فترة العلاج عادت المشكلة ثم كتبت لي سبرالكس، وقلت لي أن أستخدمه لمدة سنتين، وبعد انتهاء فترة العلاج بثلاثة أشهر عادت المشكلة مرة أخرى.

هل أستمر على السبرالكس مدى الحياة؟ وهل منه ضرر؟ وكم الجرعة التي تمنع حدوث الانتكاسة؟

وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فايز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الظاهر أن هذه الانتكاسات التي تأتيك أنها نتيجة؛ لأنه لديك استعداد في الأصل للقلق والتوتر، وهذا يجعلك أكثر حرصاً على الأساليب السلوكية للعلاج، التفكير الإيجابي، تمارين الاسترخاء، التمارين الرياضية، إدارة الوقت بصورة جيدة، البحث عن المطمئنات الحياتية المعروفة، مثل تلاوة القرآن بتؤدة وتدبر، وملازمة حلق العلم والقرآن... هذه أخي الكريم تعطي إضافة علاجية ممتازة جدّاً.

عليك أخي أن تستثمر وقتك بصورة جيدة كما ذكرت لك، الإبداع في العمل، التواصل الاجتماعي، الانضمام للعمل الخيري، والنشاطات الثقافية... هذه دعائم للعلاج النفسي، وتمارين الاسترخاء ذات فائدة عظيمة جدّاً، وكذلك الرياضة، فما دام لديك الاستعداد يجب أن تثبت هذه البرامج السلوكية التي ذكرناها.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم.. استمر على السبرالكس، وهذا لا يعني أنك تحتاج الاستمرار عليه مدى الحياة، استمر على السبرالكس وحين تحس أنك تحسنت بصورة ممتازة استمر عليه لمدة ستة أشهر أخرى، وبعد ذلك يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

لا شيء يمنع الانتكاسات غير تمكين الأساليب السلوكية وأن تصبح منهجاً في الحياة، هذا هو الشيء الذي يمنع الانتكاسات، ولا أريدك أن تعيش تحت القلق التوقعي، بمعنى: إلى متى سأستمر على هذا الدواء؟ هذا الدواء هل أستمر عليه مدى الحياة؟ هذه أسئلة قد تستحوذ على تفكير الإنسان، وأنت بالطبع لا تُلام على ذلك، ولكن لا تشغل نفسك بها كثيراً، حاول أن تتجاهلها، وضع فرضيات أنك حتى لو استمررت على الدواء مدى الحياة هذا لا يعني أي شيء، فكثير من الناس يتناولون أدوية للضغط والسكر والقلب وخلافه مدى الحياة، وهم الحمد لله في قمة السعادة والسرور.

أخي الكريم: حاول أن تجري حواراً مع نفسك أنك حتى لو استمررت على الدواء لمدة طويلة فهذا ليس فيه أي استنقاص كما ذكرت، وكما ذكرت لك مرة أخرى التدعيم السلوكي يساعد على التعافي ويقلل من فرص الانتكاسات.

بارك الله فيك، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً