الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بنظر الناس ومراقبتهم وعدم القدرة على الكلام معهم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه من نصح وإرشاد.

أعاني يا دكتور منذ أكثر من 10 سنوات من حالة الرهاب الاجتماعي، ولكنها متوسطة، وهي الشعور بأن الناس تنظر لي وأنا أمشي بمكان عام، ووجود ضيق بالصدر، وعندما صار عمري 18 سنة توجهت لطبيب نفسي فأعطاني علاج فلوزاك ودجماتيل، استخدمته لعدة أشهر وتحسنت خفيفاً وانتكست، وبعدها ذهبت لطبيب آخر وأعطاني سيروكسات ودواء آخر نسيت اسمه، تحسنت ولكن سافر الدكتور ولم يعد، وتركت العلاج وتعبت مرة أخرى، وبعدها ذهبت لدكتور وصرف لي سيروكسات 20مل وسورتين 50 مل لمدة سنة وتحسنت جيداً، وقررت الزواج وتركت العلاج خوفاً من أن يقال لي مريض أو من هذا الكلام .. وانتكست مرة أخرى، ولكن انتكاسة سيئة جداً! وبعد سنة رجعت لنفس الطبيب وصرف لي سبرالكس 20 مل لمدة 8 أشهر ولم أستفد استفادة جيدة، تركته وأنا الآن أستعمل سيروكسات 20مل من مدة أسبوعين من تلقاء نفسي.

سؤالي لك: هل أستمر على السيروكسات أم ماذا أفعل؟

أرجو تفهم حالتي لأن وضعي الآن غير تماماً، وعلماً أن شخصيتي مضطربة نوعاً ما، وتوجد لعثمة بسيطة في الكلام عندما أتحدث مع الناس.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sultan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنا أريدك أن تغير مفاهيمك حول نفسك، لا تقيم نفسك تقيماً سلبياً، ويجب أن تنظر إلى الجوانب الإيجابية والطيبة والفاعلة في حياتك حتى وإن كانت بسيطة، وحاول أن تطور ذاتك، ولاشك أنك أفضل من الكثير من الناس، ولا شك أنه لديك مقدرات كثيرة جداً، ولكن ونسبة للتفكير السلبي لم تعطها حقها.

فيا أخي الكريم - كن إيجابياً في تفكيرك وعش الحياة بقوة والمستقبل بأمل ورجاء هذا مهم وضروري جداً، ولا تنظر إلى الماضي بأي نوع من السوداوية، كل الناس تصاب وتبتلى بمختلف الأشياء، والحمد لله ما حدث لك يعتبر أمراً بسيطاً إن شاء الله، فأنت الآن نستطيع أن نقول أنك في وضع جيد وليس في وضع سيئ، وأنت الآن أمامك مشروع الزواج، ولاشك أنه لديك آمالاً في الحياة وربما تكون دخلت إلى سوق العمل، وهذه كلها يا أخي الكريم إنجازات طيبة، وأنصحك بتنظيم وقتك وبأن تكون لديك رفقة صالحة وطيبة، ولأن الإنسان لابد أن يكون أمامه نموذج يقتدي به، تواصل مع أرحامك ومارس الرياضة، وانخرط في الأعمال الخيرية، وهذا يبني شخصيتك بصورة إيجابية جداً، ولا أريدك أن تعتقد أن شخصيتك مضطربة، وشخصيتك فيها بعض جوانب القلق، والقلق طاقة نفسية، ويمكن أن يوجه بصورة إيجابية وذلك باتباع ما ذكرناه لك من توجيهات.

وأرجو أن لا تهتم بهذه اللعثمة البسيطة في الكلام، فهي ربما تكون شعور أكثر من حقيقة؛ لأن الكثير من الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي والقلق في المواقف الاجتماعية يأتيهم هذه الشعور، فأرجو أن تتجاهل هذا الشعور، وحاول أن تتكلم ببطء، وحاول أن تتدرب على تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس، وأنصحك أيضاء بقراءة القرآن الكريم بكل تدبر وتحسن المخارج الحروف، ويمكنك أن تستعين بأحد المشايخ هذا إن شاء الله سوف يقضي على هذه اللعثمة تماماً.

بالنسبة للدواء، استمر على الزيروكسات كما هو، وأعتقد أن جرعة حبة واحدة في اليوم سوف تكون كافية، ولا مانع من تناوله لمدة عامين فهذه ليست مدة طويلة، وبعد ذلك خففها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر أو شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

وأنصحك أيضاً بإضافة دواء بسيط ولكنه يعتبر مدعماً جيداً للزيروكسات في إزالة القلق الدواء هو فلوناكسول وإذا تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر أعتقد أن ذلك سوف يكون كافياً جداً وبعد ذلك استمر في تناول الزيروكسات.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً