السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أزهرية، تخرجت من جامعة اللغة العربية بتقدير جيد منذ أربع سنوات، وأعيش الآن في بلد غير عربية، وقد شاء الله أن أعمل في مدرسة عربية أربع سنوات، انتهت بفصلي من العمل لعدم خبرتي الكافية، وعدم تحدثي باللغة العربية الجيدة، وقد كنت في هذه السنوات عندي أمل، وأحاول أن أجتهد في التحدث، ولكني أدركت أنني لا أستطيع، وعند ما كنت أقدم في أي مدرسة كانوا يقومون بتوبيخي، كيف تخرجت من جامعة اللغة العربية ولا تستطيعين التحدث بغير اللغة العربية الفصحى؟
لكنني أتذكر أني عندما كنت في الجامعة كان القليل من الأساتذة من يتحدث باللغة العربية الفصحى، حتى نحن الطلاب كنا دائماً نتحدث بالعامية، حيث لا يوجد تعود عليها، وأنا عندما كنت أعمل كنت أحاول وأجتهد حتى يأس صاحب العمل مني، فانتهى الأمر بفصلي، أما زميلاتي في العمل كمعلمة التاريخ والرياضيات وغيرهن كان لا يلومهن، وكان يقول: إنهن غير متخصصات في اللغة العربية، فاستمرين في العمل، فأحسست بإحباط شديد، وندمت على تخصصي أشد الندم.
المهم الآن أنه لا يوجد لدي فرصة للعمل؛ لأني غير جديرة بشهادتي، ولكن في ظل هذه الأزمة شاء الله العلي القدير أن يتم قبولي لعمل الماجستير في إحدى الجامعات، والتي كنت قد أرسلت إليها أوراقي منذ فترة بعيدة، ولكن اليأس والإحباط ملكني جداً، وأريد أن أعتذر عن الدراسة وإكمال دراساتي.
ماذا فعلت بالليسانس والشهادة الجامعية؟ فشلت فيها فشلاً ذريعاً، وقد وجدت الجميع في كل مكان يقومون بتوبيخي لعدم تحدثي باللغة العربية الفصحى، ولن يضيف الماجستير لي أي شيء آخر سوى شهادة يقوم الناس بتوبيخي عليها؛ لأني غير جديرة بها، فإذا كان العيب فيّ أو كنت غير قادرة أو عاجزة عن التحدث باللغة الفصحى، فهل أعتذر وانتهى الأمر؟
أنا الآن في حيرة من أمري، فهل أعتذر عن إكمال دراساتي أو أستمر فيها؟ -وإن شاء الله- سوف يكون النجاح من حليفي، ولكنها سوف تكون شهادة فقط، مع العلم أنه يوجد الكثير من الذين يتمنون هذه الفرصة وهي قبولهم للماجستير، وللعلم أنا فتاة متفوقة دراسياً دائماً، ولكن عملياً فاشلة، فماذا أفعل؟
وشكراً جزيلاً.