الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعراض الأولية للشخصية الظنانية وطرق علاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ صغري من اضطرابات عديدة، والآن أجد نفسي أسيرة لمخاوف كثيرة وأفكار غريبة، لدي سوء ظن بالناس، حتى بمن يحبونني، وأشعر بالخوف والقلق من المستقبل، ومهما ركزت على الجوانب الإيجابية في حياتي، أعود وأفكر في السلبيات.

أكلِّم نفسي كثيرًا وكأن شخصًا ما يجلس بجانبي، وأستمتع بذلك، حيث أعيش كثيرًا في الخيال، أريد أن أخرج من كل هذا وأصبح إنسانة طبيعية، ولكن كلما حاولت، فشلت، حتى إنني لا أعرف كيف أضع برنامجاً يمكنني من الاستمرار فيه بانضباط.

أريد أن تساعدوني، وتجدوا لي حلًّا قبل أن أنهار تمامًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

سوء الظن بالناس قد يصل لدرجة الشكوك، أو قد يكون مجرد فكرة بسيطة وعابرة، ومن الناحية التشخيصية نستطيع أن نقول إنه يوجد طيف من حالات الشكوك والظنون وسوء التأويل، وأكثرها شيوعاً هو المرتبط بالشخصية، حيث توجد شخصية تعرف بالشخصية البارونية أو الشخصية الظنانية.

ومن أكبر سمات هذه الشخصية هو سوء الظن بالناس كما تفضلتِ، وكذلك الاسترسال في الخيال، والذي قد يصبح نوعاً من أحلام اليقظة المضرة، وعليه أستطيع أن أقول: إنه لديك درجة بسيطة مما يعرف بالشخصية الظنانية، وهذا من وجهة نظري سبب لك الصعوبات النفسية التي تعانين منها.

وأعتقد أن خير وسيلة لعلاج حالتك في هذه المرحلة هو أن نصف لك أحد الأدوية البسيطة والفعالة، والتي يعرف عنها أنها تسيطر على الظنان بدرجة ممتازة، وأنت لست محتاجة إلى الجرعة العلاجية الكاملة والتي نستخدمها في الأمراض الظنانية المطبقة، كل الذي تحتاجين له من هذا الدواء هي جرعة بسيطة، والدواء يعرف باسم (Risperdal - ريسبردال) واسمه العلمي (Risperidone - ريسبيريدون).

والجرعة المطلوبة هي واحد مليجرام ليلاً لمدة شهر، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى 2 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى واحد مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الريسبيريدون بهذه الجرعة سوف يقلل -إن شاء الله- من سوء الظن، وكذلك الخوف والتوتر، وسوف تحسين أن مستوى تركيزك على الأمور قد أصبح أفضل مما سبق.

الريسبيريدون من الأدوية السلمية والممتازة، وليس له أي آثار جانبية، إلا أنه في بعض الأحيان ربما يرفع قليلاً من هرمون الحليب أو ما يعرف بالبرولاكتين للإناث، وهذا قد ينتج عنه اضطراب في الدورة الشهرية لدى بعض الإناث، ولكن الذي أود أن أشير إليه في هذا الخصوص هو أن جرعة واحد مليجرام واثنين مليجرام، لا يتوقع أن تؤدي إلى هذا الاضطراب الهرموني.

عمومًا إذا حدث لك أي اضطراب في الدورة الشهرية أرجو أن تتواصلي معنا، هذا الدواء يعطى في حالات أخرى مثل مرض الفصام، ولكن تكون الجرعة عالية قد تصل إلى 6 أو 8 مليجرام، أو حتى 10 مليجرام في اليوم.

وبجانب العلاج الدوائي أنصحك بحسن إدارة الوقت، والتي تتمثل في أن يضع الإنسان برنامجاً يومياً يلتزم به ويتقيد به، وهناك ركائز طيبة يمكن للإنسان أن يدير من خلالها وقته، وهي الصلوات الخمس، مثلاً قولي: سوف أقوم بكذا وكذا بعد صلاة الفجر، وأقوم بعمل كذا وكذا قبل صلاة المغرب، وهكذا.

هذه الركائز منطلقات لإدارة الوقت تساعد الإنسان كثيراً وتشعره بالرضا.

ولا بد أن تشمل أنشطتك اليومية ممارسة أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة، ولا بد أن يكون لك الوقت الكافي لتدبير شئون البيت، وإذا كان لديك أي نشاط اجتماعي أرجو أن تطوريه، كالانضمام إلى حلقات التلاوة ومراكز تحفيظ القرآن، فهو يحسن كثيراً من الدافعية.

الترفيه عن النفس بما هو متاح، القراءة والاستماع، ومشاهدة البرامج المفيدة، هذا كله يساعد الإنسان.

وننصحك أيضاً بأن تبني علاقة اجتماعية مثمرة مع الصالحات من النساء، هذا هو الذي أود أن أنصحك به، و-إن شاء الله- بتناولك للدواء، وإدارة الوقت بصورة صحيحة، سوف تجدين -إن شاء الله- صحتك النفسية قد تحسنت بدرجة كبيرة، وتشعرين بالرضا التام.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً