الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفريغ النفسي هو الوسيلة العلاجية الأمثل لسرعة الانفعالات..

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

د. محمد عبد العليم، أرجو إفادتي وجزاكم الله خيرًا، وجعل الله ما تفعلونه في ميزان حسناتكم، لقد مررت بالعديد من المشاكل في حياتي، وأتمنى من الله أن يعوضني خيرًا، ولكن أحيانًا عندما أتذكر تلك المشاكل، أشعر بالظلم وأحزن كثيرًا لما أصابني.

الآن أنا أفضل مما كنت عليه في الماضي، ولكنني أصبحت أتعصب لأتفه الأمور، وخاصة على أولادي، رغم أنهم لا يستحقون ذلك مني، فهم حنونون جدًا علي ويحبونني، لكنني أشعر أنني أظلمهم -سامحني الله-.

أنا أنسى كثيرًا؛ حيث إنني أواصل دراستي الجامعية الآن، وأحيانًا أنسى كم ركعة صليت، وكم سجدة سجدت! وأيضًا أنسى أين وضعت الأشياء في مكانها حتى بعد لحظات من وضعها! كما أنني أنسى إذا طلب مني أحد الأشخاص شيئًا، وأُفاجأ بعد فترة بأني نسيت ما طلبه. في بعض الأحيان، عند فتحي للثلاجة، أنسى ما كنت أريد أن آخذه منها، ونسيت بعض ما حفظت من القرآن، وأتذكر اليسير منه.

في بداية زواجنا كان زوجي يعاملني بسوء، وفي إحدى المرات كذب عليّ، ومنذ ذلك الحين أصبحت لا أثق فيه، وأصبحت أشك فيه دائمًا، ورغم أنه أصبح يعاملني بشكل أفضل بعد تلك الواقعة، إلا أنني لا أستطيع تصديقه في الكثير من الأمور، حتى وإن كان صادقًا في بعض الأحيان، ورغم ذلك، أحاول أن أنسى إساءاته لأنه يحبني.

أما الآن، فقد أصبحت كسولة جدًا، وأحيانًا أنام لفترات طويلة تصل إلى 10 ساعات، وعندما أستيقظ، أشعر بالتعب الشديد وأعاني من كسل شديد.

أرجو إفادتي لو سمحتم، وإن كان هناك علاج لحالتي، فأرجو أن لا يضرني أو يؤثر عليّ كأم وزوجة، وإذا كان هناك ما يساعدني في استعادة النشاط والحيوية، فأنا بحاجة إليه.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مجمل الأعراض التي تعانين منها تتمثل في: ضعف التركيز، وتشتت الأفكار، والشعور بالخمول والكسل، وافتقاد الدافعية والعصبية، والانفعالات الزائدة، وهذه كلها -أيتها الفاضلة الكريمة-، من الناحية التشخيصية تشير إلى وجود قلق اكتئابي من النوع البسيط.

الأسباب والعوامل يصعب تحديدها في كثير من هذه الظواهر النفسية، ولكن هناك سبب ربما نعتبره أحد العوامل الرئيسية، وهو أن بعض الناس لديهم القابلية والاستعداد للانفعالات النفسية السلبية، خاصة في مثل عمرك، وعليه أنصحك بأن تعبري عن ذاتك، وتجنبي الكتمان، والتعبير عن الذات حتى في أمور بسيطة يعتبر هو المتنفس النفسي الجيد الذي يعرف بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي هو الوسيلة العلاجية الأمثل لعلاج سرعة الانفعالات، والغضب، والإثارة السلبية.

أنصحك أيضاً بأن تكوني حريصة، وتفكري إيجابياً، فأنت صاحبة نعم كثيرة -ولله الحمد-، ولديك الزوج ولديك الذرية، وأمور أخرى كثيرة طيبة في حياتك، قد لا تكونين مدركة لها.

ومن أخطر ما يمكن أن ينتج عن القلق الاكتئابي هو التفكير السلبي، وهذا يعالج بأن نعوضه بتفكير إيجابي.

أنصحك بممارسة أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة، ومنها تمارين الاسترخاء، دائماً ننصح بها في مثل حالتك، فأرجو أن تتدربي عليها، وذلك من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت، والتي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

أرجو أن تديري وقتك بصورة جيدة، وأن تستعيدي أنشطتك، وأن تحرصي في إدارة شئون بيتك وزوجك وأولادك، وفي نفس الوقت حاولي أن تتواصلي اجتماعيًا، ولا بد للصلاة أن تكون في وقتها، وأن يكون لك ورد قرآني يومي، وعليك بالدعاء والذكر، هذه معينات ممتازة، فأرجو أن تحرصي عليها كثيرًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أقول لك نعم أنت في حاجة للعلاج الدوائي، ومن أفضل الأدوية وأسلمها، والتي تساعد في مثل حالتك: هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (بروزاك)، وعلمياً يسمى (فلوكستين)، وهو لا يحتاج إلى وصفة طبية؛ لأنه دواء سليم كما ذكرنا، وغير إدماني، ولا يؤثر سلبياً على الهرمونات النسوية، وهو يسمى في مصر تجارياً باسم (فلوزاك).

أرجو أن تحصلي عليه، وعليك البدء في تناوله بجرعة كبسولة واحدة، وقوة الكبسولة هي 20 مليجرام، تناوليها بعد الأكل، استمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعيها إلى كبسولتين في اليوم، واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعليها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء سوف يفيدك كثيرًا، عليك فقط الصبر على تناوله بانتظام، وفعاليته تبدأ غالبًا بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بداية العلاج، -وإن شاء الله- بتناوله بانتظام، وتطبيقك للإرشادات السابقة، سوف تتحسن أحوالك بصورة واضحة، وسوف يزول هذا القلق الاكتئابي، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً