الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانخراط في الحياة العملية والاختلاط بالآخرين من أهم أسباب علاج الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعاني من الاكتئاب والرهاب الاجتماعي منذ (9) سنوات، ذهبت إلى العديد من الأطباء دون نتيجة، وأنا الآن آخذ سيروكسات (25 مليجرام)، مع لوسترال (50مليجرام)، إضافة لاندرال من (120 إلى 360 مليجرام)، حسب الضغوط المتوقعة لذلك اليوم ولكن لا نتيجة، وأنا الآن مقدم على أخذ بروزاك إضافة لما ذُكر سابقاً.
أرجو نصحي بهذا الموضوع، حيث إني فقدت أي أمل لي بالحياة، ولا أعتقد أني أستطيع الاستمرار أكثر.
وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

أبدأ بما انتهيت أنت به، وهو ما ذكرته أنه لا أمل لك بالحياة، ولا تعتقد أنك تستطيع الاستمرار أكثر، لماذا أخي الكريم هذا التفكير السوداوي؟ هذا نوع من الفكر المشوه الذي يجب أن لا يسيطر على أي شاب مثلك وفي عمرك، ودينه الإسلام، الحياة أيها الفاضل الكريم طيبة، والحياة حلوة، والإنسان يجب أن يعيشها بقوة، ويجب أن يكون لديه دائماً الأمل، والرجاء في المستقبل.
الفكر السلبي المشوه هو أكبر عقبة تواجه الإنسان فيما يخص الاكتئاب والقلق والتوتر، فيا أخي الكريم: تأكد تماماً أن حالتك يمكن علاجها، وأن الاكتئاب يمكن التخلص منه، وأن الرهاب الاجتماعي يمكن التخلص منه، لا تستسلم أبداً، هذه ليست أمراضاً عقلية وليست أمراضاً ذهانية، وهي لا تؤدي أبداً إلى تفتت في شخصية الإنسان أو افتقاده لمهاراته، هي مشاعر أكثر من أنها حقائق، ويجب أن تنظر إليها من هذا المنظور.

بالنسبة للعلاج الدوائي أخي الكريم: المنهج العلمي الصحيح هو أن تتناول دواء واحداً من الأدوية التي ذكرتها وبالجرعة الصحيحة، الزيروكسات واللسترال هي أدوية متقاربة جدّاً لبعضها البعض، ولا توجد أي دراسة تدعم أن فعالية هذه الأدوية سوف تزداد أو تكون أكثر قوة إذا أعطينا الدواءين مع بعضهما البعض، وبالنسبة للبروزاك ليس هنالك ما يميزه أبداً فيما يخص علاج الرهاب الاجتماعي على الدواءين السابقين.

أخي الكريم! الذي أنصحك به هو أن تظل فقط على عقار لسترال، وجرعة (50 مليجراماً) جرعة غير كافية، وأنقص جرعة الزيروكسات واجعلها (12,5 مليجرام)، وارفع جرعة اللسترال واجعلها (100 مليجرام) - أي حبتين في اليوم - وبعد أسبوعين توقف تماماً عن الزيروكسات واجعل اللسترال ثلاث حبات في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية الكافية جدّاً بالنسبة لحالتك.

تناول اللسترال بجرعة حبة واحدة في الصباح وحبتين في المساء، هذه يجب أن تستمر عليها لمدة تسعة أشهر، وهذه هي المدة المطلوبة، بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم إلى حبة واحدة لمدة عام، وهذه هي الجرعة الوقائية، ثم توقف عن تناول العلاج.
بالنسبة للإندرال أنت لست محتاجاً لأن تتناوله أكثر من (80 مليجرام) في اليوم، تناول (40 مليجراماً) صباحاً و(40 مليجراماً) مساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها (20 مليجراماً) صباحاً و(20 مليجراماً) مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها (20 مليجراماً) يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي تحتاجه من هذه الأدوية، ولا داعي أبداً لإدخال البروزاك.
هنالك دراسات أخرى تشير إلى أن إضافة دواء مثل عقار (رزبريادون) بجرعة صغيرة ربما يساعد كثيراً في التخلص من الرهاب والقلق وكذلك الاكتئاب، فلا مانع أخي الكريم أن تتناول الرزبريادون بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

إذن هذا هو الوضع بالنسبة للأدوية، وعليك الالتزام القاطع بتناول اللسترال حسب ما وصفناه لك، وإن شاء الله تعالى سوف تجني منه فائدة عظيمة، وكذلك بالنسبة للإندرال والرزبريادال، أما الزيروكسات والبروزاك فلا أرى أي داعٍ للتعاطي مع أي منهما.

أخي الفاضل الكريم! اجعل لحياتك معنىً، عش دائماً على التفاؤل، وزع وقتك بصورة صحيحة، تواصل مع أصدقائك، كن دائماً مع الخيرين، اجعل الصلوات الخمس تكون في المسجد، أبحث لك عن عمل، وهذا ضروري جدّاً؛ لأن قيمة الرجل في العمل، وهو أفضل أنواع التأهيل النفسي والاجتماعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً