السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أحييكم وأحيي جهودكم المباركة.
لدي مشكلة، وأرجو أن ترعوها اهتمامكم؛ لأنها مهمة جداً وحساسة، فلربما أنقذتم شخصاً من شفير الهاوية.
في البداية لابد أن تعرفوا جانباً من حياتي الاجتماعية والسلوكية:
أنا شاب في العشرينيات من عمري، نشأت في بيت كله عنف وقسوة، والدي مغترب ولا أراه إلا شهراً كل عامين، أتعرض في طفولتي للضرب والإهانة والاستحقار والسب والشتم بشكل شبه يومي من قبل أخي الكبير، والذي كان وقتها ولي أمرنا.
في طفولتي أصبحت أخاف من أخي خوفاً شديداً ولا أستطيع أن أتكلم عنده بكلمة واحدة، واستمر هذا الخوف حتى سن العشرين.
تعرضت لاعتداءات جسدية وجنسية خارج المنزل في سن السادسة وما بعدها من أناس أعمارهم فوق الثلاثين، لم أستطع أبداً أن أبوح بما حصل لي خوفاً من أخي، استمرت قسوة أخي وسطوته على رقبتي حتى سن عشرين سنة، بدأت في ممارسة سلوكيات سيئة منذ سن الثالثة عشر تقريباً، وما زلت مستمراً في بعضها.
أعيش في قرية ومجتمع قبلي لا يعرف شيئاً اسمه مشكلة نفسية، ولا يراعي الظروف النفسية، بالرغم من أن أخي الكبير بدأ من وقت قريب يجاملني في الكلام والمعاملة، لكنه ما زال يؤذيني نفسياً، لا أتناول المخدرات ولا الدخان، وليس لدي سوابق جنائية، وأنا محافظ على صلاتي ولم أتزوج بعد.
المشكلة:
في الطفولة لم أحس أبداً بأن هناك مشكلة، وإنما ظهرت في المتوسط والثانوي، وأول شيء ظهر هو الرجفة عند التحدث أو القراءة أمام الناس، ثم تتابعت الأعراض، الخوف، ورجفة الصدر عند التحدث ولو أمام شخص واحد ولو كان أبي أو أمي، سرعة الغضب، وعند الغضب أفقد السيطرة على أعصابي، وأفقد القدرة على التفكير والكلام، وتنتابني أيضاً رجفة.
عند وقوعي في موقف محرج أفقد القدرة على التفكير والكلام؛ مما يمنعني من الدفاع عن نفسي، وإذا فعلت وتكلمت يبدو كلامي وكأني أبكي؛ مما يظهرني في موقف الضعيف والمستكين، أكره النقد والمدح أيضاً، لا أحب الاجتماعات، ولا أحب تكوين الصداقات، أصبحت ضعيف الشخصية، وليس لدي القدرة على إثبات وجودي.
أحس بأني فاشل اجتماعياً، وأفضل الهروب من الناس وعدم مواجهتهم، هذه المشاكل تسببت في مشاكل أخرى.
أصبحت كثير الشكوك حتى في أقرب الناس إليّ، ولا أثق في أي إنسان، ولا أبوح بأسراري ولا همومي لأي مخلوق، كرهت المدرسة؛ لأن فيها تجمعات وفيها صنوف الإحراجات والانتقادات، وكذلك حلقات التحفيظ، تأخرت دراسياً وقد كنت من المتفوقين، خسرت معظم أصدقائي، كرهت أخي الكبير كرهاً شديداً، وأفكر أن أجعله البوابة لإنهاء حياتي -المنتهية أصلاً- اعتزلت معظم الناس إلا قلائل ممن أحس بأنهم يتفهمون وضعي.
أدمنت النت؛ لأنه المتنفس الوحيد الذي أستطيع أن أعبر فيه عن رأيي بكل حرية بدون انتقادات ولا إحراجات، أكره من يتسبب في إحراجي إلى درجة الحقد ولو كان أقرب قريب، أريد حلاً.
بالرغم من أني حاولت تغيير الواقع قمت بتغيير بيئتي، والتزمت واعتكفت في المسجد، وتركت السلوكيات السيئة، إلا أني لم أشعر بأي تحسن إطلاقاً، فهل هذه مشكلة مزمنة؟ وهل القسوة هي السبب وراء مشكلتي، أم السلوكيات السيئة، أم الاعتداءات أم ماذا؟
لابد أن أعالج هذه المشكلة أو أموت، أنا لا أريد أن أقضي حياتي وحيداً، ولا أريد أن أكون ضعيف الشخصية.