الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد سفري صرت أجد توترا وضيقا في الصدر، فما سبب ذلك؟

السؤال

أنا شاب عمري 31 سنة، أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، صار لي من أمريكا سنة وحوالي أربعة أشهر، منذ بداية وصولي لأمريكا وحتى 10 أشهر كنت فرحا بأمريكا، لكن بعد هذه المدة أحسست بتوتر كثير وضيق في الصدر، وتراودني أفكار كثيرة تعذبني، مثل قراءة الماضي، ومقارنتها بالوضع الحالي التي أعيش بأمريكا، وأفكار عملتها في الماضي مثل: (لماذا عملت هذا؟ هذا من الغلط! كان من المفروض لا أعملهاأ أنا مذنب! أنا لا أعيش مثل الإنسان، أستحق أن لا أعيش، سوف أنتحر... كذا وكذا وكذا).

أعزائي صدري ضيق جدا لدرجة أنني لا أقدر أخدم نفسي أو أحضر الوجبات أو غسل ملابسي أو الاستحمام، دائما واقع في السرير أفكر وأكتئب، فهل باعتقادكم هذا المرض عندي نتيجة العين أو الجن؟ وكيف علاجه؟

مع تمنياتي لكم بالتوفيق والسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريبين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

لا أعتقد أن للعين والجن علاقة بهذا الذي يحدث لك، رغم إيماني المطلق بوجودهما، والأعراض التي تعاني منها هي أعراض نسميها بعدم القدرة على التكيف، ولديك أيضا أعراض وسواسية واضحة جداً، وبما أنك مسلم لا بد أن تكون حريصاً في أداء الصلاة في وقتها، وعليك بتلاوة القرآن والدعاء والذكر، وهذا -إن شاء الله تعالى- يحفظك من كل شر، ومن كل عين وجن.

التوترات من هذا النوع مرتبطة بشيء من عدم القدرة على التكيف، وكنت فرحا جداً بالأشهر الأولى بعد قدومك إلى أمريكا، ولكن ربما تكون اكتشفت واقعاً مختلفاً بدأت لديك المشاعر السلبية المكتومة تظهر على السطح من خلال القلق والتوتر والفكر الوسواسي.

أيها الفاضل الكريم الحل هو أن تحقر هذه الأفكار، أن تتذكر الإيجابيات التي لديك، وأن تستفيد من وقتك، وأن تكون أهداف وجودك في أمريكا واضحة وتسعى لتحقيقها، وكما تشاهد حولك المجتمع مجتمع تنافسي جداً فلابد أن تثبت وجودك وتسعى لأن تطور نفسك مهنيا إن كنت قد بدأت العمل، وإن كانت لك دراسة أيضاً لابد أن تكون متفوقاً في هذا السياق، وأنصحك بممارسة الرياضة فهي مفيدة جداً، وعليك أخي الكريم بالرفقة الطيبة الصالحة.

وأود أن أصف لك علاجاً دوائياً مفيداً في مثل هذه الحالات والدواء يعرف باسم بروزاك Prozac، والاسم العلمي هو فلوكستين Fluoxetine وهو دواء معروف جداً في الولايات المتحدة الأمريكية، الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم واستمر عليها لمدة شهر، وأفضل تناول الدواء بعد الأكل وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين يومياً وذلك بعد انقضاء الشهر الأول، استمر على جرعة الكبسولتين لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم هذه الحالة حالة عابرة، ولكن تستحق العلاج حتى لا تتحول إلى نوع من الاكتئاب النفسي المطبق.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج الإحباط سلوكيا: (234086 - 259784 - 264411 - 267822).

طريقة الرقية الشرعية: (237993 - 236492 - 247326).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً