الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخذت الأدوية النفسية وأنا لا أحتاجها ..فما تأثيرها على حياتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت مشكلتي فجأة، ظهر عندي قلق وصعوبة في النوم وضيق، فذهبت لطبيب باطنية، فقال لي اذهب لاستشاري نفسي، وذهبت لاستشاري نفسي، وأعطاني دواء اسمه بروزاك، ودواء اسمه ريسبردال 1 ملجم.

استمريت عليها شهرا، ولم أجن أي فائدة! بعدها رحت لطبيب آخر وأعطاني لوسترال حبة واحدة، ودواء xanax لمدة أسبوعين للقلق، ثم أوقفته، وسريكويل نصف حبة.

استمريت شهرين، ولا توجد فائدة أيضاً، وبعدها رحت لدكتور آخر فقال بما أنك لم تستجب للعلاجين فسأعطيك دواءين، الأول: (ايفكسور)، بدأت بـ(75) ملجم منه، وانتهيت بجرعة (225) والثاني : amitriptyline بدأت بجرعة 10 ملجم منه وانتهيت بجرعة (30) ملجم، وأخذت الدواء خمسة شهور، ولا فائدة أيضاً، وبعدها ذهبت لدكتور آخر فقال لي جرب السيبرالكس 10 ملجم، ففيه فائدة، وأنا مستمر عليه، لكني لم أستفد منه!

اكتشفت بعدما عملت التحاليل أن عندي كسلا بالغدة الدرقية، ونقصا كبيرا في فيتامين b12 قال لي طبيب الغدد هي سبب المشاكل، وبالفعل بعد أخذ تعويض لكسل الغدة الدرقية وفيتامين b12 بدأت تتحسن أموري، أي أني أخذت الأدوية النفسية وأنا لم أحتاجها! والآن أنا خائف من آثارها علي، وما أريد الاستفسار عنه هو:

1- أريد أعرف تأثير الأدوية النفسية التي أخذتها على حياتي، خصوصا أني أخذت xanax .

2- سمعت أن الأدوية النفسية قد تؤدي إلى الإدمان، وأصبحت خائفاً من أعراض الأدوية النفسية على المدى البعيد لحياتي، فهل صرت مدمناً للأدوية؟

3- وهل أوقف السيبرلكس مباشرة، لأن الجرعة التي آخذها منذ شهرين هي (10) ملجم، والأدوية الأخرى أوقفتها؟

4- وبعد أن أوقف (السيبرلكس) هل ستذهب الآثار الجانبية للأدوية كلها التي أخذتها وأرجع طبيعيا؟

أنا مقبل على الزواج وخائف، فأرجو منكم الإجابة.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: الأدوية لها عمر، وهذا العمر يعتمد على ما يسمى بالحيوية البيولوجية للدواء.

هنالك أدوية تظل في الدم لفترة (24) ساعة، وهنالك أدوية تظل لفترة أقل من ذلك، وهنالك أدوية قد تستمر إفرازاتها الثانوية موجودة بالدم لمدة (72) ساعة أو أكثر قليلاً.

إذن أيها الفاضل الكريم: هذه الأدوية التي أخذتها -إن شاء الله تعالى- كلها قد تكون اختفت من الدم، فالزاناكس لا يظل في دم الإنسان أكثر من ثمان ساعات.

أرجو أن تطمئن تماماً، الزولفت يكون متواجداً في الدم لفترة (48) ساعة أو (72) ساعة على أن تقدير الإفكسر أيضا لا يظل أكثر من (48) ساعة، وamitriptyline له إفرازات ثانوية ربما يظل لمدة أربعة أو خمسة أيام.

إذن هذه الأدوية الآن قد اختفت تماماً من دمك، وليس لها أي أثر لا على خلايا الدماغ، ولا على الكبد، ولا على الكلى، ولا على أي عضو آخر.

أرجو أن تطمئن تماماً، فهي قد غُسلت من جسدك تماماً، واختفت تماماً، وليس هنالك أي آثار سلبية، فلا تقلق حول هذا الأمر، والسبرالكس دواء ممتاز وهو يعتبر -حقيقة- أفضل هذه الأدوية، وفيما يتعلق بالتوقف عنه، يجب أن يكون تدريجياً(10) مليجرام تخفض إلى (5) مليجرام لمدة عشرة أيام و(5) مليجرام يوماً بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى ثم يتم التوقف عنه.

هذه هي الطريقة، وأنا أؤكد لك أن هذه الأدوية التي ذكرتها كلها قد اختفت تماماً من دمك، وليس هنالك ما يجعلك قلقاً ومتوتراً حيال الزواج.

تصحيح هرمون الغدة الدرقية، وفيتامين (بـ12) يعتبر من الضروريات العلاجية الأساسية، واضطراب هرمون أو فيتامين بـ12 قد ينتج عنه شعور بالاكتئاب وبالقلق، وافتقاد للطاقة الجسدية، وكذلك الطاقات النفسية.

أرجو أن تستمر في تصحيح هرمون الغدة الدرقية، وتصحيح فيتامين بـ12، وبفضل الله تعالى العلاجات التعويضية لهذا الفيتامين ولهذا الهرمون متوفرة، وهي سهلة جدًا، فقط الأمر يتطلب منك المتابعة الطبية.

أيها الفاضل الكريم- الإجراءات العلاجية الأخرى مهمة جداً، ومنها ممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي.

أما فيما يخص صعوبة النوم، فلا بد أن تتجنب النوم في أثناء النهار، والرياضة سوف تفيدك في هذا، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافين، مثل القهوة والشاي والببسي والكولا بعد المغرب.

أنصحك أيضا بأن يكون لك وقت معلوم وثابت ليلاً تذهب فيه إلى الفراش، لأن ذلك يساعد أجهزة الجسم وما يسمى بالساعة البيولوجية للإنسان على الانتظام، وأن تكون لها فعاليتها الصحيحة التي تحسن من نومك، وأنصحك أن تتناول وجبة العشاء مبكراً وتكون خفيفة، ولا شك أن الحرص على أذكار النوم مهم وضروري جداً لينام الإنسان نوماً سليماً.

أشكرك أيها الفاضل الكريم على تواصلك مع إسلام ويب، وأرجو أن تطمئن مرة أخرى أن هذه الأدوية قد اختفت من دمك تماماً وليس لها أي أثار سلبية في المستقبل بإذن الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً