السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشكلة إيمانية تكدر عليّ صفو حياتي، وعباداتي وكياني كله.
كلما حدث لي أمر في حياتي من أمور الحياة المختلفة، سواء كانت شيئا يسر أو شيئا يكدر، لا أستطيع إلا أن أشعر بالحزن في كلا الحالتين والقلق.
أنا أعلم مشكلتي جيدا باختصار، أن عندي مشكلة في الجمع بين مفهوم حسن الظن بالله، واستيعابي للابتلاءات التي يبتليني الله بها، لا أستطيع أن أوازن هذه المعادلة.
عندما أتمنى شيئا وأدعو به الله وأعلم أن من شروط اجتنابه الدعاء حسن الظن بالله، فأحاول أن أدعو بهذا اليقين ندما أشعر قرب استجابة دعائي لا أستطيع أن أفرح وأقول لنفسي، وما أدراني؟ فقد يكون هذا ابتلاء واختبارا من الله لي، ولا أستطيع أن أفرح بهذا الشيء، ولكن أخاف أن أعلق قلبي بهذا الشيء، ثم بعد ذلك أدرك أن هذا ابتلاء من الله ليمتحن إيماني.
لذلك أجد نفسي دائما أحاول أن أتوقع كل ما هو سيء، قد يحدث حتى لا أعلق قلبي بهذا الشيء، وأيضا لكي أستطيع أن أستوعب هذا البلاء في حال أن كان كذلك، وأعطى نفسي هذه المساحة لأني أخشى أن أرسب في اختبار الله لي، وأخشى على نفسي الانتكاس، فأنا كما قلت لكم أشعر أن إيماني به خلل في هذه النقطة، لذلك أحاول جاهدة أن أصلح قلبي مع الله، ولكني فقدت الشعور بالسعادة تماما، فلا أستطيع الشعور بالفرح بنعمة الله عليّ، والفرح باستجابته لدعائي وحسن ظني به، وكذلك قدرة تحملي للابتلاء أشعر فيها بأني وإن كنت اُشعر نفسي ظاهرياً بأني متقبلة وراضية، ولكن أجد في أعماقي حزنا رهيبا.
في الحالتين لا أستطيع الفرح والاستمتاع بفضل الله علي ونعمته، سواء في حال الفرح أو حال الابتلاء.
أرجو أن تمدوا لي يد العون، فأنا حقاّ أعيش أسوأ فترات حياتي، بداية الأمر تقدم لي عريس، كان من أحسن ما رأيت في حياتي، وشعرت أن الله قد منّ عليّ به بعد دعاء كثير وإلحاح في الطلب، وبعدما مررت بتجارب سيئة في صدمات في أشخاص من قبل.
لكني وجدت نفسي أشعر بالقلق والخوف من أن هذا الموضوع قد ينتهي، وظللت طيلة فترة الخطبة لا أستطيع الفرح والسعادة مثل باقي البنات، مع أني كنت منبهرة به وبشخصيته والتزامه وخلقه، ولكني ظللت قلقة وخائفة من عدم اكتمال الموضوع لأي سبب، كما قلت واستمريت في توقع كل ما هو سيء حتى أستطيع تحمل الصدمة، أن كان هذا ابتلاء، ولكني حاولت جاهدة مع نفسي أن أوازن بين حسن الظن بالله وبين أن كل شيء بقضاء وقدر، مهما حدث، وبالفعل اطمأنن أكثر عندما قرب موعد إعلان الخطبة، وعمل حفلة للشبكة، وما إلى ذلك.
صدمت عندما جاء اليوم الذي اتفقنا على النزول لشراء الشبكة، فاجأنا أنا وأسرتي أن العريس لم يأت كما قال في الموعد! وقلقنا أن يكون جرى له أمر، فاتصل به والدي ليعلم ماذا حدث فوجده يقول له حجة واهية غريبة! فقال له أبي يا ابني إن كان حدث أمر أو خلاف بينك وبين أهلك في الموضوع قل، وكل شيء بيد الله وقدره، فقال لا يا عمي ومن بعدها لم يتصل مرة أخرى حتى اتصل به أخي ليوبخه على ما صدر منه، والغير متوقع بالمرة فشعر أخي أنه لا يقدر ما فعله، وأن حجته الواهية كافية لإقناعنا، وشعر أخي أن هناك أمرا ما، ولكنه لا يفصح عنه، ولا نعرف لماذا؟!
المهم أن الموضوع انتهى نهاية معلقة لا نحن نتصل به ولا هو حاول الاتصال بنا، ولا ندري ما حدث؟!
هذا لا يهمني بقدر ما يهمني أن أعرف هل أنا السبب، بسبب عدم قوة إيماني وحسن ظني في الله؟ هل هذا عقاب الله لما انتابني من شعور؟ مع أني والله صليت استخارة، وكنت أحمد الله ليل نهار على ما وهبني، وما كنت أتمناه ولكني للأسف خالطتني المشاعر والأحاسيس بين الخوف والقلق والشعور بالسعادة، واستمتاعي بفضل الله عليّ، والله حاولت وجاهدت أن أصرف عن نفسي هذا الشعور.
أرجو أن تنصحوني حق النصيحة، أنا أتألم ولا أحد يشعر بي ولا بحالي إلا الله، وما يؤرقني حقاً هو أن أكون أنا السبب فيما حدث، وأن الله غاضب عليّ، ولذلك عاقبني.
جزاكم الله خيرا.