الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستمر على أدوية الرهاب والاكتئاب؟

السؤال

بارك الله لكم فيما تقومون به من فتح طريق الأمل مرة أخرى أمام المبتلين، وبعد:

أنا بعمر 35 عاماً، أصبت منذ 13 عاماً باكتئاب شديد جداً بكل أعراضه، واستمر معي، وأنا أجاهد نفسي 7 سنوات متواصلة، إلى أن منّ الله علي وذهبت لطبيب نفسي وكتب لي علاجاً اسمه لسترال 50 م، يومياً لمدة عام، وتقدمت معه تقدماً كبيرا جدا بفضل الله، ثم أوقفت العلاج بعد عام وبدأت أشعر بالاكتئاب والرهاب الجماعي والعزلة وعدم الثقة، وأرسلت إليكم رسالة ورد علي الدكتور محمد عبد العليم مشكوراً، وحدد لي فترة 6 شهور حبتان لسترال، ثم سنة حبة واحدة 50 م، والحمد لله أخذت العلاج وبدأت بالتدريج، وأنهيت بالتدريج، والآن بعد مرور عام على توقفي عن الدواء - الحمد لله - تقدمت للأمام أكثر وأكثر بفضل الله، وبدأت أشعر أني أكاد أكون طبيعيا جدا في عملي وبيتي ومع أولادي، ولكن مازلت في بعض - وليس كل الأوقات والمواقف - لا أقوى على المواجهة وتغير المزاج والاستثارة السريعة، وأشعر في بعض الأحيان برعشة أو تنميل أو حركة في محيط رأسي من الخلف، مع أن بنياني قوي بفضل الله، وأنا رجل مدرس وأعمل، ومقتدر بفضل الله، وأنا كنت أعيش في عالم آخر لا يعلمه إلا الله، فهل مازلت محتاجا للعلاج مرة أخرى؟

أخيراً بارك الله لكم جميعاً وجعله الله في ميزان حسناتكم، وطلب أخير لو ترسل لي رقم هاتفك أكون شاكرا جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إني سعيد جدّا أن الله تعالى قد أنعم عليك بنعمة الصحة والعافية، وأن استجاباتك للعلاج كانت جيدة جدًّا.

ما ينتابك الآن من أعراض أرجو أن لا تنزعج له كثيرًا، وهذا شيء متوقع أن الأعراض النفسية ربما يبقى منها القليل الذي يستطيع الإنسان أن يتحكم فيه، وأنا أريدك أن تنظر إلى هذه الأعراض البسيطة التي تأتيك في مواقف معينة مع سرعة الاستثارة، هذا دليل على وجود قلق بسيط، والإنسان يحتاج للقلق حتى يثابر وحتى يأخذ المبادرات، ويحتاج للوساوس حتى يكون منضبطًا، ويحتاج للخوف حتى يحمي نفسه، ويحتاج للشكوك حتى يحتاط.

الأعراض النفسية لها إيجابيات أيضًا، لكن إذا خرجت عن النطاق هنا تصبح مرضية وتزعج صاحبها، فأنا أريدك أن تفكر إيجابيًا فيما تبقى لك من أعراض، وحاول أن تتجاهل الجوانب السلبية فيها، وفكر دائمًا أنها بوادر إيجابية وليست بوادر سلبية، وبالنسبة لسرعة الاستثارة تذكر ما ورد في السنة المطهرة حول الغضب وكيفية التعامل مع الغضب، وفي نفس الوقت الجأ إلى العلاج السلوكي الذي يتمثل فيما نسميه بالتفريغ عن النفس، وهذا يُقصد به أن تعبر عما بداخلك أولاً بأول، ولا تترك الأمور تحتقن، والإنسان حين يعبر عن مشاعره في بداياتها هذا أفضل، لأنه يستطيع أن يتحكم في مشاعره ويعبر عن نفسه في حدود الأدب والذوق، وهذا يعطيه شعوراً بالرضى ويُبعد عنه الاحتقانات النفسية.

الشعور بالتنميل البسيط وحتى حركة الرأس، هي مجرد أعراض جسدية للقلق البسيط، لا أريدك أبدًا أن تهتم بها، والذي أنصح به هو الحرص التام على ممارسة الرياضة، فالرياضة مهمة جدًّا لإزالة مثل هذه الأعراض، وفي نفس الوقت ستكون أيضًا بديلاً لكثير من الأدوية، لأن الرياضة في حد ذاتها تقوي قدرة الخلايا العصبية على أساس المواد الكيميائية المطلوبة، وهي ما نسميها بالموصلات العصبية، فكن حريصًا على ذلك أخي الكريم، وحرصك أيضًا على إدارة الوقت بصورة إيجابية سوف يساعدك، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية أيضًا له عائد إيجابي كبير.

بقي أن أقول لك بالنسبة للعلاج الدوائي: لا أعتقد أنك في حاجة إلى اللسترال مرة أخرى، ولكن لا بأس من أن تتحصل على عقار دوجماتيل والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد) تناوله بجرعة كبسولة يومًا بعد يوم لمدة أسبوع ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوع آخر، ثم توقف عنه، ولا مانع من استعماله عند اللزوم حين تحس بأن هذه الأعراض أصبحت مزعجة لك بعض الشيء.

يتميز الدوجماتيل أنه دواء لا يتطلب جرعة تدريجية، ولا يتطلب أي نوع من التدرج في التوقف عنه، وهو دواء بسيط جدًّا ومزيل للقلق، خاصة القلق المتعلق بالأعراض الجسدية مثل الشعور بالتنميل أو الرعشة أو الانقباضات العضلية التي يحس بها الإنسان في شكل حركات لا إرادية.

أخي الفاضل: نعم الله علينا كثيرة جدًّا ولابد أن نتذكر تلك النعم وأن نشكر الله تعالى عليها، وأنت بفضل الله تعالى تعمل مدرسًا، وهذه وظيفة بالنسبة لي تعتبر وظيفة عظيمة جدًّا والإنسان يمكن أن يطور نفسه من خلالها ويكون مفيدًا لغيره، وهذا يُشعر الإنسان بالرضى ويحتسب الأجر عند الله تعالى.

لمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ) .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً