الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل دواء اندرال موجود في مصر، وما اسمه التجاري في مصر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل دواء اندرال موجود في مصر، وما هو اسمه التجاري في مصر، وكم سعره، وهل هو جيد في علاج الرهاب الاجتماعي والتوتر أم أن زولوسفت أفضل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن عقار إندرال موجود في مصر، وأستطيع أن أقول لك أنه موجود في كل الدول تقريبًا، وهو من الأدوية البسيطة التي تم اكتشافها قبل أربعين عامًا تقريبًا، وهذا الدواء كان أصلاً يستعمل في علاج ارتفاع ضغط الدم، وله استعمالات أخرى منها زيادة إفراز الغدة الدرقية، وتسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها، ومنذ سنوات اتضح أيضًا أنه مفيد جدًّا في علاج القلق والتوتر، وهو يعالج الجانب الجسدي - أي الجانب الفسيولوجي - لأن القلق والخوف له مكونات أساسية هي الجانب النفسي والجانب الجسدي.

أرجو أن تسأل عن الإندرال في مصر تحت مسماه العلمي وهو (بروبرانلول Propranlol) اسأل عنه تحت هذا المسمى، وسوف تجده، وهو دواء لا يحتاج لوصفة طبية أبدًا.

أما بالنسبة لفائدته في الرهاب الاجتماعي، فالرهاب الاجتماعي هو نوع خاص من القلق النفسي، ويتم علاج الرهاب الاجتماعي من خلال ثلاث محاور:

المحور الأول: هو الجانب الدوائي أو ما نسميه بالجانب البيولوجي.

المحور الثاني: هو الجانب الاجتماعي.

المحور الثالث: هو الجانب النفسي.

الجانب النفسي يقوم على تصحيح المفاهيم أولاً، وهو أن الرهاب الاجتماعي لا يدل على ضعف شخصية الإنسان أو قلة إيمانه، وأن الإنسان يجب أن يقتحم مصدر خوفه، والتجنب يزيد الخوف والرهاب، والإنسان يجب أن يفهم ويدرك أنه لا يقل عن الآخرين في أي شيء، وأن الآخرين لا يقومون بمراقبته.

الجانب الاجتماعي يتمثل في تطوير المهارات الاجتماعية، وذلك من خلال زيادة المعلومات من خلال الاطلاع ليكون الإنسان مقتدرًا للمشاركة في الحوارات الاجتماعية.

حضور صلاة الجماعة في الصف الأول، ممارسة الرياضة الجماعية، الانضمام لحلقات التلاوة، الانخراط في الأعمال الخيرية، زيارة الأرحام، مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحم، هذه كلها علاجات اجتماعية مهمة جدًّا.

وهنالك العلاج عن طريق ممارسة الاسترخاء، وتوجد أشرطة وكتيبات كثيرة توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك أدوية كثيرة، والإندرال وحده لا يكفي، لأن الإندرال لا يعالج المكون النفسي الحقيقي للخوف، إنما يعالج أو يساعد في علاج المكون الجسدي، والذي يتمثل في تسارع ضربات القلب وربما الرعشة أو الرجفة أو التعرق.

الزولفت هو من الأدوية الأساسية جدّا والممتازة جدًّا لعلاج الرهاب الاجتماعي، وفي مصر هو يسمى تجاريًا باسم (مودابكس) واسمه العلمي هو (سيرترالين).

فإذن الزولفت هو الأفضل، لكن ليس هنالك ما يمنع أن تضيف معه الإندرال ليكون العلاج الثانوي وليس العلاج الأساسي.

وبالنسبة للزولفت كعلاج أساسي يجب أن لا تقل مدة العلاج من ستة إلى تسعة أشهر، والجرعة التمهيدية -أي جرعة البداية- تكون حبة واحدة في اليوم، يتم تناولها ليلاً، وقوة الحبة هي خمسون مليجرامًا، ويفضل تناولها بعد الأكل، وبعد شهر يجب أن ترفع إلى حبتين في اليوم -أي مائة مليجرام- تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ثم تخفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم، تتناولها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم إلى حبة واحدة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناوله.

إذن هذه هي الأسس العلاجية، ونتمنى أن نكون قد أجبنا على سؤالك بما هو مفيد ومقنع لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً