السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية: أتقدم بخالص التقدير وجزيل الشكر، لعلمائنا وشيوخنا وأساتذتنا، وأسأل الله أن يفرج كروبنا وهمومنا وهموم المسلمين، وأن يكفينا شرور أنفسنا وشرور الشياطين.
مشكلتي الشك، وسوء الظن، والوساوس الدائمة، حاولت مرارًا وتكرارًا التخلص منها بكافة الطرق، ولم أستطع، ولو اعتقدت أنني تخلصت منها بإيماني وثقتي فيمن حولي، أطمئن للحظات ودقائق، ثم يعود بي الأمر من ناحية لم أكن أتخيلها أبدًا، وتؤلمني لدرجة أنني أقدم على ضرب نفسي، أو كره نفسي التي بداخلي، وأستطيع أن أوقفها، ولكني بت أخشى شبحًا مرعبًا يعيش بداخلي، كائناً قاتلاً ينهش في لحمي، بدأت أقف على هذه الأمور في التالي:
أولاً: تركت خطيبتي الأولى رغم كل مشاعر الود والحب بيننا، فمع بعض المواقف بدأت أسترسل في الغيرة والشك وسوء الظن، إلى أن وصلنا إلى خلافات يومية زادت من مشاكلنا، مع العلم أنني لا أطمئن إلا عندما تكون معي، ثم تركتها بالفعل، ومررت بحالة نفسية سيئة؛ جعلتني أفسد حالتي، وتجمعت بداخلي أمور مريرة واكتئاب، تغلبت عليها بالابتعاد عن البلد لفترة، ثم سافرت مرة أخرى.
بعد عام تقريبًا، ولأنني الابن الأكبر، وجميع إخوتي قد تزوجوا، بدأت أمي وأبي بالضغط عليّ، بدأت صحة أمي وحالتها النفسية تسوء من أجلي، كل يوم تقول لي: "أريدك أن تتزوج"، وكل يوم يذكرون لي عروسًا، بدأت لا أتحمل بكاء أمي، فجاؤوا لي بخطيبة، بدأ الجميع -بما فيهم أصدقائي وأهلي- يبلغوني عنها كل الخير والاحترام، وعندما تحدثت معها عبر الإنترنت ورأيتها ورأتني، بدأ يظهر نوع من التفاهم، استخرت الله كثيرًا، وكنت أرتاح نفسيًا، وقد تقدم الأهل، فقرأنا الفاتحة، وبعد شهر سيتم عقد القران.
فوجئت وأنا أحدث صديقًا لي أن الفتاة كانت مخطوبة لشخص آخر، وانفصلت عنه، ولم يشكك في أي سلوك لها، بل بالعكس شجعني، فتحدثت مع الفتاة عن الأمر، فقالت لي: "أهلك يعلمون"، ومع علم أهلي لم يخبروني بذلك، كنت قد تحدثت مع جميع أهلها، وصار بيننا ود واحترام وتقدير، كما قالت لي الفتاة: "كنت سعيدة أنك لم تذكر أي شيء عن الماضي" تركت الفكرة واستمر الأمر حتى تم عقد قراني.
ومن هنا، إخواني، بدأت النار تشتعل بداخلي من جديد، يوميًا أقاوم الوساوس والشكوك وسوء الظن فيها، أمور خطيرة بشعة لا أتحملها، فخيّل لي أنها ما زالت على علاقة قديمة، وكنت أظن أنها تكذب عليّ، وتخيلت أمورًا كثيرة، أحيانًا أتغلب عليها بعدم الاسترسال، وبالذكر والصلاة، وأرتاح نفسيًا لأنني أعلم أنها كلها من الشيطان، ووساوس من نفسي، وأحيانًا أخرى أقع فريسة للوساوس، فأصبح مذبوحًا، ولا أتحمل نفسي، والموت أهون عليّ.
فقدت حوالي 7 كيلوغرامات من وزني، وبدا لوني شاحبًا دائمًا، وظهر عليّ الحزن مرة أخرى، بعد أن كانت نفسي قد ارتاحت، وبدأ الجميع يلاحظ هذا، مع العلم أنها لم تعلم أي شيء عن ذلك، وأنا أعاملها بحب واحترام شديدين، وبدأت تحبني وتحترمني، وتحرص على إرضائي، لم تلاحظ هي كثيرًا بسبب سفري، ولكن كل هذا كان بداخلي.
لا أعرف هل وصفت حالتي بشكل صحيح أم لا، ولكنني أشعر بثقة في الله عز وجل، ثم فيكم، فأرجو أن تقدموا لي حلاً أو استشارة أو علاجًا، جعلها الله في ميزان حسناتكم، فما يعلم ما في قلبي من هم وحزن سوى الله وحده، وأتمنى أن تكرموني بالرد في أقرب وقت.
شكرًا لسعة صدوركم، وفقكم الله عز وجل.