الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو أفضل علاج لمشكلة التلعثم أمام الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية جزاكم الله خيراً على هذا الجهد الرائع، وأود أن أسألكم عن حالتي، وهي أني أعاني أحياناً من التلعثم في الكلام، والتوقف أثناءه، وأحياناً عند بداية الكلام آخذ وقتاً للنطق، وهذا يحدث أمام الآخرين، مما يجعلني لا أستطيع أحياناً تكملة مناقشة موضوع ما، أما عندما أتحدث مع نفسي بصوت عال فلا مشكلة إطلاقاً، وأتذكر موقفاً وهو أننا كنا ما يقارب الخمسين شخصاً في درس في المسجد، وبدأ كل شخص يقول اسمه، وحينما جاءني الدور توقف لساني عن النطق للحظات! وأحياناً عندما أذهب لزيارة صديق وأنادي عليه لا أستطيع النطق، بالرغم من أنني وحدي.

أريد نصائحكم، لأنني مقبل على الزواج، وأمامي بعض المناسبات الاجتماعية، والتي أتمنى أن تمر على خير بدون أي مشاكل، وإن كان هناك دواء ما، أتمنى ألا يكون له آثار جانبية سيئة، سواء على الصحة العامة أو الحالة الجنسية.

شكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شامل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تنتشر في المجتمع حالات من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، حيث يصعب على الشخص الحديث أمام الناس، بالرغم من عدم وجود آفة لسانية أو كلامية، فهو عندما يكون بمفرده أو مع من يعرفه جيدا ويرتاح إليهم كأسرته، لا تظهر عنده أية أعراض لمشكلة الكلام أمام الناس.

وقد يجد الإنسان أنه مدفوع لتجنب المجالس التي يتواجد فيها عدد من الناس، والتي يشعر أنه يمكن أن يطلب منه الحديث أمام الجمع ولو بكلمات بسيطة، وكما حدث معك عندما وجدت صعوبة كبيرة في ذكر اسمك والتعريف بنفسك.

في كثير من الأحيان يمكننا ردّ هذه الحالة لحادث ما في الطفولة، عندما اضطر التلميذ للحديث أمام زملائه والمعلم، فلربما علق أحدهم على كلامه أو استهزأ به بطريقة أو أخرى، وفي بعض الحالات يصعب علينا اكتشاف مثل هذه الحوادث والمواقف.

يبدأ الشخص يفكر طويلا في هذه المشكلة، وقد يمنعه هذا من حضور بعض الأنشطة التي حقيقة يحبها ويتطلع إليها، وهذا التفكير الدائم والكثيف يزيد من قلق الشخص، بانتظار متى سيجد نفسه مجددا في مثل هذه الصعوبات، فإذا بالمشكلة تصبح مشكلتين، مشكلة قلقة الثقة في القدرة على الحديث أمام الناس، ومشكلة القلق الدائم من اللحظات التي سيعيش فيها هذه المشكلة الأولى.

ما هو العلاج؟ ليس هناك علاج دوائي للرهاب أو الخوف من لقاء الناس والحديث أمامهم، فهذه مشكلة سلوكية وعلاجها بشكل أساسي سلوكي، وأحيانا نقول علاج معرفي سلوكي، أي يقوم على تغيير قناعات الشخص وأفكاره، ومن ثم تغيير سلوكه، وذلك من خلال:

- محاولة الحديث بصوت مرتفع وبشيء من التدريب عندما يكون الشخص منفرداً، ومن ثم يحاول أن يأخذ راجته بالحديث أمام من يعرف ويرتاح إليهم كالأسرة، وأن يعتبر هذا نوعا من التدريب.

- محاولة الدخول في بعض المواقف الاجتماعية والمجالس الصغيرة أولا، ومن ثم الأكبر، وأن يحاول أن يقول أولا كلمات قليلة، وبعد أن يشعر ببعض الثقة بالنفس، يمكن أن يزيد كلامه وبالقدر الذي يرتاح إليه.

- عدم التجنب الكامل للقاءات الناس، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا اشتدادا وعمقا، حتى يجد الشخص نفسه في عزلة كاملة عمن حوله.

- يمكن أن تستعين بصديق لك، وتصارحه بالمشكلة، لأن السريّة الشديدة تزيد المشكلة أيضا اشتدادا، ويمكن أن تستعين بهذا الصديق لتتدرّب معه بالحديث معه بشكل ثنائي، ومن ثم يمكن أن يرافقك لبعض المجالس، فقد وجد أن وجود من تعرف وتثق به يخفف عنك من هذه الصعوبة.

ولمزيد الفائدة يراجع علاج التلعثم سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمان البوسعيدي

    شكرا لكم على هذه المعلومات والله انه ابداع وشكراااا

  • المغرب ا

    اللهم اشف كل مريض و كل مهموم و ضائق رب اشرح لهم صدورهم و يسر لهم أمورهم و احلل عقدة لسانهم امين و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و اله و صحبه

  • الجزائر رشيد

    شكرا اسال الله تعالى ان يزيدكم علما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً