الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب وآثاره... وكيفية التخلص منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع وخاصة قسم الاستشارات.

بعد الاطلاع على مجموعة من الاستشارات في موقعكم الطيب وجدت أنني مصاب برهاب اجتماعي متوسط أو خفيف.

لا أستطيع أن أقوم بالسؤال داخل قاعة المحاضرات، لا أستطيع أن أرفع صوتي، عندما أتكلم مع صديق لي، ونحن داخل وسائل النقل، لا أكون بطبيعتي في الاجتماعات العائلية، لا أستطيع أن ألقي محاضرة أمام زملائي.

أبتعد كل البعد عن التوجه إلى دكتور أو مدرس بسؤال عندما يكون معه صديق لي -أي عندما نكون اثنين فقط - أستطيع أن أتكلم بشكل جيد جداً، ونتحاور، ولا أجد أي صعوبة في فتح المواضيع، بعكس ما إذا كنت في مجموعة من أصدقائي.

مثلا نكون 4 أو 5 لا أستطيع فتح مواضيع بسهولة، وعندما أتكلم بمجرد بداية كلامي وأجدهم جمعياً ينظرون لي أبدأ في الاضطراب، لا أخجل من الكلام ممن هم أصغر مني بل أكون بطريقة جيدة.

هذه الأعراض منذ صغري يوم أن كنت بالمدرسة الابتدائية، لكني أجد أنكم تقومون بوصف أدوية، فهل اللجوء للعلاج بالعقاقير للرهاب الاجتماعي كحل أول مناسب أم أن هناك طرقا أفضل بفضل التداوي بها قبل العقاقير، وهل لهذه الأدوية آثار جانبية؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق، ويعتقد أن السبب في هذا النوع من الخوف أو العوامل التي تؤدي إليه هي عوامل مشتركة فيها الجانب النفسي والجانب الاجتماعي وكذلك الجانب الطبي البيولوجي، وهذا يعني أن العلاج يجب أن يشمل هذه المكونات الثلاثة، أي يجب أن يكون علاجًا نفسيًا وذلك من خلال تعديل السلوك، وعلاجًا اجتماعيًا من خلال الحث على التواصل الاجتماعي، وعلاجًا بيولوجيًا من خلال الأدوية، الثلاثة مكملة لبعضها البعض ولا شك في ذلك.

الأدوية حقيقة تم اكتشافها تقريبًا من حوالي ثلاثين عامًا، أو خمسة وعشرين عامًا، أقصد بذلك الأدوية ذات الفائدة الحقيقية في علاج المخاوف والقلق، والأدوية التي تفيد في الرهاب الاجتماعي اكتشف فعاليتها خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، وأفضل دواء تم استعماله في هذا المجال هو عقار زيروكسات، وكذلك عقار زولفت، والأدوية الثانية مثل السبرالكس والبروزاك والإفكسر والفافرين أيضًا مفيدة.

إذن الرزمة العلاجية يجب أن تكون متكاملة، والمبرر من وراء استعمال الأدوية هو أن الثوابت العلمية الرصينة جدًّا تشير أن الخوف الاجتماعي والقلق وكذلك الوسواس هي ناتجة من خلل في كيمياء الدماغ، والمواد المشار إليها تعرف بالموصلات أو الناقلات العصبية، ووجد أن هذه الأدوية تضعها هذه الموصلات أو الناقلات العصبية في مسارها الصحيح.

إذن العلاج يجب أن يكون متكاملاً ومتعدد الجوانب، لأن أسباب المرض نفسه متعدد الجوانب.

علاج حالتك سهل وسهل جدّا، وأهم شيء أن تفهم أنها حالة بسيطة، وأن تكثر من المواجهات، وأن تحقر فكرة الخوف، وأن يكون لك تواصل اجتماعي منتظم من خلال الالتحاق بالجمعيات الثقافية في الجامعة وكذلك في الجمعيات الخيرية، وحضور حلقات التلاوة، والصلاة في المسجد، وممارسة الرياضة الجماعية، هذه كلها مفيدة جدًّا لعلاج الرهاب الاجتماعي، وذلك بجانب ما فيها من خير وفير في مجالات أخرى.

الأدوية وكما ذكرت لك مفيدة، وإن شاء الله حين تذهب للطبيب سوف يقوم بوصف أحد هذه الأدوية لك.

الأدوية لها آثار جانبية ولا شك في ذلك، لا أحد يستطيع أن ينكر هذا، لكن بصفة عامة هي سليمة جدًّا، حتى الأسبرين، حتى البنادول له آثار جانبية، والحمد لله تعالى الاكتشافات العلمية في مجال الصيدلة الدوائية أصبحت متقدمة جدًّا، والأدوية التي هي في متناولنا الآن فوائدها ومنافعها ودرجة سلامتها أكثر بكثير من خطورتها وآثارها الجانبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً