الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن أستبدل الزيروكسات بالفافرين، وهل يزيد الوزن؟

السؤال

لدي وساوس قديمة مع خوف وقلق، خاصة من السفر، استخدمت السيروكسات (6) أشهر حبتين في اليوم، وأريد أن أستمر عليه، لأنني تحسنت عليه -ولله الحمد- ولكنه سبب لي زيادة كبيرة في الوزن، وأريد أن أستبدله بفافرين.

سؤالي: ما هي طريقة استبداله، وهل الفافرين يزيد الوزن، وهل الأدوية المهدئة مثل الاندرال تؤثر على حبوب منع الحمل؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوساوس والمخاوف والتوترات تتطلب الحرص على العلاج السلوكي كالحرص على العلاج الدوائي، فالأدوية تمهد تمهيدًا ممتازًا للتطبيقات السلوكية، والذين يستفيدون فعلاً من الحزمة العلاجية الكاملة هم الذين يستصحبون تناول الدواء بالعلاج السلوكي، والميزة الإيجابية الأساسية في هذا المنهج هي أنه بعد أن يتم التوقف عن الدواء لن تحدث انتكاسة -إن شاء الله تعالى- ويستمر التعافي ما دام الإنسان قد وائم نفسه سلوكيًا.

فكوني حريصة أيتها الفاضلة الكريمة على تحقير الوساوس وكذلك فكرة الخوف، حاولي دائمًا أن تغلقي الأبواب على الوساوس، والخوف والقلق حوّليه إلى خوف وقلق إيجابي، وذلك بأن تكوني فعّالة، وأن تكوني مجيدة لما تقومين به، وأن تديري وقتك بصورة صحيحة، هذا -إن شاء الله- يفيدك كثيرًا.

بالنسبة للفافرين يعتبر دواء مثالياً لعلاج الوساوس، وكذلك القلق، وهو لا يقل فعالية عن الزيروكسات، والفافرين بالفعل لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن مقارنة مع الزيروكسات.

عملية الاستبدال تتطلب منك شيئاً من الحنكة والصبر، لأن الزيروكسات بالرغم من أنه دواء ممتاز لكن يعاب عليه أن التوقف عنه إذا لم يكن تدريجيًا فسوف يحس الإنسان ببعض الأعراض الانسحابية، مثل القلق والتعرق والدوخة، والشعور كأن هنالك ومضات كهربائية في الجسم، وهذه بالرغم من أنها غير خطيرة إلا أنها مزعجة لكثير من الناس.

الطريقة الأمثل لاستبداله هو أن تخفضي الزيروكسات إلى حبة ونصف في اليوم، واستمري عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك ابدئي في تناول الفافرين بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة أسبوعين، وبعد انقضاء هذين الأسبوعين اجعلي جرعة الفافرين مائة مليجرام، واجعلي جرعة الزيروكسات حبة واحدة في اليوم.

إذن تكون الجرعة التي تستمرين عليها هي حبة واحدة من الزيروكسات ومائة مليجرام من الفافرين، استمري على هذا الترتيب لمدة شهر، ثم بعد ذلك خفضي الزيروكسات إلى نصف حبة واستمري على الفافرين كما هو (مائة مليجرام) يوميًا لمدة شهر، وبعد انقضاء الشهر توقفي عن الزيروكسات تمامًا، وارفعي جرعة الفافرين إلى حبتين في اليوم -أي مائتي مليجرام- وهذه سوف تكون الجرعة الصحيحة المعالجة بالنسبة لك، ويمكنك أن تتناولي الفافرين كجرعة واحدة ليلاً، أو بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء.

هذه الجرعة العلاجية يجب أن تستمري عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك خفضي الفافرين إلى مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا، واستمري عليها لمدة ستة أشهر أخرى، ثم مائة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم إلى خمسين مليجرامًا لمدة ستة أشهر، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناوله، وهذه هي الطريقة الجيدة والفاعلة.

الإندرال دواء جيد لعلاج الأعراض الفسيولوجية المصاحبة للقلق والتوتر، وأقصد بالأعراض الفسيولوجية: الرعشة في اليدين، التعرق، وتسارع ضربات القلب، وليس هنالك أي تعارض ما بين الإندرال وحبوب منع الحمل، وكذلك الفافرين.

كما ذكرت لك سلفًا حاولي أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وطبقي كل الآليات السلوكية التي سوف توصلك -إن شاء الله تعالى- إلى التعافي والشفاء الكامل.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات حول العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121) ويمكنك مطالعة الاستشارات حول العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121) .

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً