الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صعوبة النوم.. وعلاقته بالقلق من المشاكل وظروف الحياة

السؤال

أنا أعمل في أمريكا، وطبيعة العمل والحياة هنا تعتمد على الوقت, وأنا حاليا أعاني من صعوبات في النوم بدأت منذ 6 أشهر.

أحيانا أنام بعد عناء طويل لمدة ساعات، وإذا نمت أنام بشكل متقطع وأستيقظ 4 - 5 مرات، ولا أكون نشيطا في اليوم التالي؛ مما يؤثر على عملي, كونه مليئا بالاجتماعات، خصوصا أيام الاثنين أول أيام الأسبوع.

ذهبت إلى الصيدلية، واشتريت دواء يساعد على النوم وهو diphenhydramine HCI 25mg ، وهو من الأدوية التي تباع بدون وصفة, وعندما أتناوله أنام جيدا، بالرغم من أني أعاني من صداع خفيف في بداية اليوم, ولكن عموما أكون نشيطا في اليوم التالي.

ولكني لا أتناوله بانتظام, يمكن أسبوعيا أتناوله من حبة إلى حبتين، أستطيع أن أقول أنه خلال 6 أشهر تناولت 50 حبة منه، وذهبت إلى دكتور فيزيائي لأتكلم معه عن المشكلة، وقال لي أن هذا الدواء لا يسبب الإدمان وليس به أي مشكلة.

لكني لا أثق بالأطباء الأمريكيين، وأيضا نصحني بأن آخذ ميلاتونين بدلا منه بمعدل 6-9 مغ، والميلاتونين يساعدني قليلا جدا، ولكنه ليس بكفاءة الأول.

وأيضا أعاني من قلق لبعض المشاكل الثانوية مثل الغربة والحياة الأمريكية التي لا أستطيع أن أتعود عليها، ولكن القلق الأكبر هو من مشكلة الأرق، فأنا عندما أذهب إلى النوم أكون متأكدا أنني لن أستطيع النوم، وأحاول وتارة أنجح، وتارة أبقى لليوم الثاني لا أنام وأذهب إلى العمل بدون نوم، وأصبحت أتقبل هذا الوضع، وبالرغم من عدم الارتياح الذي يأتيني من قلة النوم من صداع، وعدم تركيز، وإلى تعب عام، وآلام في صدري وبطني، ولكني أصارع هذه الأعراض لكي أبقى طبيعيا في العمل، والحمد لله نجحت من هذه الناحية.

سؤالي: هل آخذ هذا الدواء يسبب الإدمان؛ لأنني آخذه فقط عند الحاجة عند الأيام التي يكون عندي اجتماعات فيها.

وأيضا أريد أن أضيف، أنني أحلم كثيرا، وأحلامي تكون طويلة وعندما أستيقظ اكتشف أنني لم أتجاوز ساعة أو ساعتين في النوم.

مع أنني في السابق عندما كنت أدرس، وأعمل في بلدي, كنت أنام بشفافية بدون أية مشاكل، وأستيقظ نشيطا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال الشيق.
من النادر أن يسبب هذا الدواء "الإدمان" بالمعنى المتداول للإدمان، وإن كان طبعا يمكن أن يسبب "الاعتياد" وهو الاعتياد على تناوله للنوم، وبحيث يصعب عليك النوم من دونه.

ولننتبه أن من التأثيرات الجانبية المعروفة لهذا الدواء الصداع والأهم هنا اضطرابات النوم، السبب الذي من أجله يتناوله من لديه الأرق وصعوبات النوم.

وبعض الناس يجدون نوعا جيدا من النوم من تعاطي الميلاتونين، بينما البعض الآخر لا يتأثر به كثيرا، وهو على كل الأحوال من أقرب الحبوب المنومة القريبة من التركيب الطبيعي لما في جسم الإنسان؛ حيث أن الميلاتونين مادة تفرز في جسم الإنسان، وهي تساعد عادة على النوم، ويتعلق إفرازها بدورة الليل والنهار.

إن النوم من الأمور الأساسية التي يحتاجها الإنسان من أجل حياة صحية بدنية ونفسية مريحة، وبحيث يأخذ الإنسان حظه الوافر من النوم العميق والمريح، وإن كانت ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص لآخر.

وهناك شئ هام في موضوع النوم وهو ما يسمى "نظافة النوم" (sleep hygiene) وهو ضرورة القيام بالخطوات الهامة لتوفير الظروف المناسبة للنوم، ومن جملة هذه الأمور:

- التحضير للنوم قبل وقت مناسب للنوم قريبا من نصف ساعة.
- قبل النوم ببعض الوقت يبدأ الشخص بتهدئة الأمور، والاستعداد للنوم.
- ترك السرير للنوم، وعدم أخذ العمل واللابتوب... إلى السرير، وخاصة أنك تعمل محللا ماليا، فأرجو أن لا تأخذ المشكلات المالية معك في ذهنك!

- محاولة ترك غرفة النوم للنوم، وليس للعمل أو مشاهدة التلفاز.

- القيام ببعض التدريبات الرياضية قبل النوم بساعة أو ساعتين.

- ربما صلاة الوتر قبيل النوم.

- ربما شرب كأس من الحليب الدافئ أو أحد ألأعشاب (زهرات) قبل النوم.

- تأمين جو الغرفة المناسب من ناحية الحرارة المناسبة والأصوات.

- محاولة التكيف مع الأمور التي تسبب لك القلق الذي ذكرت في سؤالك، فبعض المشكلات والصعوبات ترافقنا أحيانا إلى سرير نومنا، فتمنعنا من النوم.

وأحيانا يستلقي الإنسان في السرير، وهو قلق أنه لن ينام، أو يحاول جاهدا أن يأتي بالنوم! إن المحاولة الجادة في استقدام النوم لا ينتج عنها إلا هروب هذا النوم، فالنوم لا يأتي إلا من نفسه، والبحث عنها لا يزيده إلا ابتعادا، والذي يقلق من أنه لن ينام، فهو لن ينام بسبب قلقه من أنه لن ينام!

ولابد من التحلي بالصبر بعد اتباع مثل هذه التعليمات، الصبر؛ لأن مثل هذه التعليمات قد لا تأتي بنتيجتها مباشرة، فقد تأخذ بعض الوقت؛ حيث أن النوم مضطرب منذ مدة، ولأنك "اعتدت" تناول دواء للنوم، بين الحين والآخر.

وكونك كثير الأحلام فهذا يطمئن من أنك تأخذ حظا لا بأس به من النوم العميق الذي يحتاجه الإنسان، فالأحلام تأتي عادة في هذه المرحلة مما يسمى النوم العميق، وهو أكثر ما يحتاجه الإنسان.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً