الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أستطع المواصلة على اللسترال ومازالت الأعراض مستمرة

السؤال

الدكتور عبد العليم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارتين (2123882) و (2122994) في الحقيقة لم أقدر على مواصلة العلاج، وتم أخذ حبتين فقط، لأني - يعلم الله - لم أستطع مواجهة أعراضه، ولم تقبل نفسي أخذه، لأني لا أتحمله، لذا توقفت عنه، ومنذ حوالي أسبوع وأنا في أتم الصحة والعافية، كنت أقوم وأسترخي، وأغلب الأفكار السلبية زالت، أحسست براحة هذا الأسبوع، وبعد الأسبوع أحسست بقلق مكثف ومتكرر وغير قابل للتحكم به، حول إذا ذكر لي شيء من الأمراض، مثل الأمراض النفسية، الإحساس بعدم القدرة على التغلب على مواجهة معينة وتجنبها، الإحساس كما لو أني سوف أسقط أو يغشى علي، شد عضلي في عضلة الساق واليد اليمنى لبعض الوقت، الشعور بالبرد، الشعور بأنني مراقب، الإحساس بحر وبرودة الأرجل واليدين، في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم أتذكر الذي حصل لي البارحة، علماً بأن هذه الأعراض تأتي من بعد العصر إلى المغرب.

الرجاء منك الرد علي في أقرب وقت، وشكراً من القلب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمن المؤسف حقّا أنك لم تستطع تحمل العلاج الدوائي، وهذا الشيء غريب بالنسبة لي؛ لأن الأدوية التي وصفناها لك أستطيع أن أقول أن معظم الناس – إن لم يكن جميعهم - يستفيدون منها كثيرًا، وأنا أقدر عدم مقدرتك على تحملها، وأقول لك إن الوسيلة الوحيدة التي أمامنا هي أن تركز على العلاج السلوكي، وإن كنت أعتقد أنه لوحده لا يفيد كثيرًا، قد يؤدي إلى تحسن جيد، لكن التغيرات الكيميائية التي تكون مرتبطة بالوساوس لا يمكن التصدي لها دون أخذ العلاج الدوائي، فاجتهد أخي الكريم في تحقير الأفكار القلقية، واجعل لنفسك خطاً زمنياً تدير من خلاله وقتك بصورة جيدة، و تقليل أوقات الفراغ من الأشياء المهمة جدًّا، كي لا تعطي مجالاً للوساوس والقلق متى ما تم استغلال الوقت بصورة صحيحة.

الفترة ما بعد العصر إلى المغرب هي فترة يحس فيها الكثير من الناس بشيء من التخمة وعدم الارتياح، وهنالك من يحس أيضًا بالكدر، هذا أمر ملاحظ، ولا نعرف سببه بالضبط، لكن الذين يعانون من هذه العلة في هذا الوقت وجدوا أن ممارسة الرياضة في هذا الوقت سوف يكون أمرًا إيجابيًا.

فأنا أنصحك أن تخصص فترة العصر إلى المغرب للرياضة، أي نوع من الرياضة، المشي، الجري، مشاركة رياضية مع مجموعة من الأصدقاء، هذا سوف يجعلك تتغلب على هذه المعضلة، لأنك تكون قد ملأت وقتك بشيء مفيد، يعرف أنه ذو عائد إيجابي جدًّا على الصحة النفسية والجسدية، وفي ذات الوقت تكون قد صرفت انتباهك من أن الفترة ما بين العصر والمغرب هي فترة مقلقة بالنسبة لك، لأن الإنسان يمكن أن تُبنى عنده مشاعر نمطية جدًّا، أنني في الوقت الفلاني أو حين أكون في مكان كذا وكذا سوف تأتيني الحالة، هذا نوع من التفكير النمطي الوسواسي.

فالذي أرجوه منك هو أن تكون إيجابيًا، وأن تتبع ما ذكرناه لك من إرشاد، وبعد فترة يمكنك أن تحاول الأدوية مرة أخرى ولو كانت بجرعة صغيرة، فربما تستطيع تتحملها هذه المرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى ثقتك في شخصي الضعيف.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً