السؤال
عمري 24 سنة، لكني محبطة جدا, ناجحة في عملي، ملتزمة دينيا، لكن كلما أحس أن سعادة سوف تطرق بابي تذهب فجأة، لا أعرف كيف؟! حتى عندما يتقدم شاب لخطبتي وتكون كل الأمور مسهلة، ونكون متفقين لا أعرف كيف لا يضبط، أحس أن ليس لي حظ أبدا في الدنيا.
عمري 24 سنة، لكني محبطة جدا, ناجحة في عملي، ملتزمة دينيا، لكن كلما أحس أن سعادة سوف تطرق بابي تذهب فجأة، لا أعرف كيف؟! حتى عندما يتقدم شاب لخطبتي وتكون كل الأمور مسهلة، ونكون متفقين لا أعرف كيف لا يضبط، أحس أن ليس لي حظ أبدا في الدنيا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء.
كما نسأله تبارك وتعالى أن يمنّ عليك بزوج صالح طيب مبارك عاجلاً غير آجل، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك أنك قد وصلت إلى الرابعة والعشرين ولكنك تعانين من إحباط شديد، رغم أنك ناجحة في عملك وملتزمة بدينك، إلا أنك تشعرين بأن السعادة كلما طرقت بابك فجأة تذهب ولا ترجع مرة أخرى، وكلما تقدم إليك شاب لخطبتك وتكون الأمور مستقرة وهناك تفاهم واتفاق، إلا أنه ينصرف ولا يعود مرة أخرى، وتقولين بأنك تشعرين بأنه ليس لك حظًا في هذه الحياة الدنيا.
وأنا أقول لك أختي الكريمة الفاضلة: إن هذه المفاهيم غير صحيحة، لأنه أولاً قبل أن أتكلم معك في صلب موضوع الاستشارة ينبغي أن تعلمي أختي الفاضلة (ندى) أن الله تبارك وتعالى على كل شيء قدير، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأنه لا يتحرك متحرك إلا بأمر الله، ولا يسكن ساكن إلا بأمر الله، ولا يقع شيء في هذا الكون صغيرًا كان أو كبيرًا إلا بإرادة الله تعالى وقدرته وعلمه وحكمته وتدبيره، فمسألة النجاح والتوفيق ومسألة الزواج والأولاد والغنى والفقر والجمال وغيره كل هذه بأقدار الله تعالى: {وعنده مفاتحُ الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}.
وثقي وتأكدي أنه لا يمكن لأي قوة مهما عظمت أن تغيّر قضاء الله تعالى إلا بالرجوع إلى الله جل جلاله سبحانه، قال تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مُرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم}، وأنت قد منَّ الله عز وجل عليك بنعم عظيمة على رأسها نعمة الالتزام، وهذه نعمة (نعمة الدين) ولذلك الله تبارك وتعالى جعلها أعظم نعمة، وامتنَّ بها علينا سبحانه وتعالى، وأكرمك بها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الله يحبك، لأن هناك كما تعلمين ملايين من الفتيات ومن الشباب الله تبارك وتعالى ما أكرمهم بمثل ما أكرمك به، فاحمدي الله تبارك وتعالى على هذه النعمة، نعمة الالتزام ونعمة النجاح في عملك هذه نعم عظيمة يتمناها كل الناس، ولعل كثير من الناس كما ذكرت لا يصلون إليها واختارها الله تبارك وتعالى لك.
ولكن مسألة أنك لا تشعرين أن الحظ يحالفك وأن السعادة تطرق بابك ثم تذهب فجأة ولا ترجع، وكذلك كلما تقدم إليك شاب أيضًا بعد أن يتم الاتفاق وتكون الأمور سهلة، أيضًا يذهب ولا يعود، وتقولين ما الحل في هذه الأمور؟
أقول لك أختي الكريمة الفاضلة: أولاً ينبغي أن تعلمي أن هذا الشاب الذي تقدم لك ثم ذهب ولم يرجع، معناه أنه ليس من نصيبك، لأنه لو كان من نصيبك فثقي وتأكدي أنه ما كان لينصرف أو يذهب ولا يعود أبدًا، وثقي وتأكدي أيضًا أنه ليس فيه من خير بالنسبة لك، لأنه لو كان من خير لك لجعله الله تبارك وتعالى من نصيبك، لأنك تعلمين أن الله يُحب أوليائه، وأن الله يحب المؤمنين، وأن الله يحب المتقين، وأن الله يحب الملتزمين، وأن الله يقدر لهم الخير، وأن الله مع المؤمنين، وأنه مع المتقين، فكيف تكونين ملتزمة ويحرمك الله تبارك وتعالى من شخص مناسب؟!
ثقي وتأكدي أولاً أختي الفاضلة (ندى) أن هذا الذي ذهب ولم يعد لم يكن في صالحك، ولم يكن لتكوني سعيدة معه، ولذلك صرفه الله تبارك وتعالى عنك، لأنه يعلم ما يصلحك، قال تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} وقال: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
ولا مانع أختي الكريمة من عمل رقية شرعية لاحتمال أن يكون هناك بعض الحسد أو عين أو مس أو سحر أو غير ذلك، فأنا أنصحك بضرورة عمل رقية شرعية، والرقية الشرعية الحمد لله سهلة ميسورة الآن تستطيعين أن تدخلي إلى أي موقع من مواقع الرقية الشرعية، لتجدين الآيات والأحاديث والأدعية التي من الممكن أن تقومي برقية نفسك بها دون حاجة إلى الرجوع لأي أحد، وهناك أيضًا عشرات الكتيبات وعشرات الكتب والمطويات، وهناك الأشرطة التي توجد عليها أيضًا رقية شرعية تتعلق بالمس والعين والحسد والسحر إلى غير ذلك.
فأنا أقول: أتمنى أن تقومي برقية نفسك بنفسك، كتيب صغير توجد فيه آيات وأحاديث الرقية تقومين برقية نفسك صباحًا ومساءً وفق الترتيب الموجود في تلك المطويات أو غيرها، وبإذن الله تعالى أنا واثق أن هذه الأمور كلها سوف تنتهي.
إذا لم تتحسن حالتك أو لم تستطيعي رقية نفسك فمن الممكن أن تستعيني بأحد من أقاربك كالوالد أو الوالدة أو إحدى أخواتك أو إحدى قريباتك الصالحات أو الصديقات من الممكن أن تقوم برقيتك الرقية الشرعية، شريطة أن تكون هذه الرقية بكلام الله تعالى وكلام النبي صلى الله عليه وسلم.
إذا لم يتيسر ذلك فمن الممكن أن تأتي بشريط كما ذكرت وتحاولي الاستماع إليه أكثر من مرة حتى يذهب عنك هذا الأمر.
أيضًا إذا لم يتيسر ذلك من الممكن أن تستعيني بأحد الرقاة الشرعيين الثقات المعروف عنهم أنهم لا يعالجون إلا بالطريقة الشرعية، أي بالكتاب والسنة، لأن هناك كثير من الرقاة قد يكونوا ملتحين وقد يكونون يقرؤون آيات ولكنهم يستعملون الوسائل غير مشروعة، فإذا أردت أن تستعيني بأحد هؤلاء الرقاة فلابد أن يكون معروفًا عنه أنه يعالج بطريقة شرعية ليس فيها بدع وليس فيها خزعبلات وليس فيها أشياء غريبة أو أشياء غير واضحة، وبإذن الله تعالى أنا واثق بأنه إذا تم رقيتك مرة بعد مرة سوف تتحسن حالتك تمامًا بإذن الله تعالى، وسوف يطرق السعد بابك، وسوف يطرق إن شاء الله تعالى الزوج المناسب بابك في أقرب فرصة بإذن الله، خاصة أنك ناجحة في عملك وأنك ملتزم دينيا، وهذه مقومات يتمناها كل رجل يحب أن يكون سعيدًا في حياته.
أتمنى أن تحافظي على أذكار الصباح والمساء خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً، أيضًا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساءً، مع بقية أذكار الصباح والمساء، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يصلح الله حالك، وأن يُذهب الله عنك هذا الإحباط، وأن يجعلك الله من سعداء الدنيا والآخرة.
اطلبي من الوالد والوالدة أن يُكثرا من الدعاء لك، لأن دعاء الوالدين لا يرد كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام.
أكثري من الاستغفار لأن بالاستغفار ينال كل خير، قال تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا} وأكثري من الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام بنية قضاء الحاجة، لأنه كما قال: (إذن تُكفى همّك ويُغفر لك ذنبك) وثقي وتأكدي أن حالتك بسيطة جدّا، وأن علاجها سهل ميسور، وأنك بالرقية مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء سوف تتحسن حالتك تمامًا.
أتمنى أن تكوني متوضئة في كل حال وفي كل وقت، وتحافظين على وضوئك، وأدعو الله تعالى لك بالتوفيق والسداد والسعادة والنجاح في الدنيا والآخرة، وأن يرزقك الزوج الصالح الطيب المبارك الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
هذا وبالله التوفيق.
عندي نفس المشكلة كلما تعرفت على شخص بنيت الزواج فشلت انا مؤمنة بالله وان الله سيكون معي والحمد لله على كل شئ