الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدني الزيروكسات في مشكلة الرهاب ..فهل أستمر على هذه الجرعة؟

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي أنني كنت مصابا بالقلق والخوف من الناس، وحتى من الأهل والأصدقاء وخاصة عندما نكون جالسين في جلسة، وذلك منذ كنت في المرحلة الابتدائية، وعند وصولي للمرحلة الجامعية حاولت الذهاب لطبيب نفسي، ولكن لم يوفق معي، ولم أستفد من أدويته التي أذكر منها فافرين.

ولكن بعد تخرجي من الجامعة رغم الصعاب التي عانيتها من القلق والخوف والرهبة من التجمعات بحيث أنني لا أستطيع الكلام معهم، وأشعر أن هناك سؤالاً سوف يأتيني، ولا أستطيع الإجابة عليه، كما أنني أعيش في قلق وقلة نوم، المهم وجدت دواء سيروكسات 20 ملجم، واستعملته بالتدرج حتى وصلت لجرعة 40 ملج في اليوم، وبعد تقريبا شهرين أو شهر حسيت بالراحة والثقة بالنفس حتى أن زملائي لاحظوا ذلك، وقالو أنت تغيرت واستمريت على الدواء لمدة تقريبا سنتين.

طبعا مررت ببعض الأعراض الجانبية مثل زيادة الوزن البسيط والحركات غير الإرادية في بداية النوم، والحركات تلك كانت في بداية الاستخدام، المهم ارتحت، وكنت جريئا لدرجة رهيبة وكنت اجتماعيا، ولدي علاقات وجلسات وأنا بطبعي اجتماعي.

كما قرأت أنه لا بد من توظيف الجانب السلوكي فقمت بقطع الدواء تدريجيا من حبتين إلى حبة ونصف لمدة أسبوع تقريبا، وبعد ذلك نصف حبة يوميا لمدة أسبوع تقريبا، وظهرت علي أعراض انسحابية مثل الدوخة والنوم الزائد، وبعد توقفي بالكامل بحوالي أربعة أشهر انتكست، وأصبحت مكتئباً وقلقاً وخائفاً ورجعت لمثل السابق: قلق من لا شيء، خوف من التجمعات، ولا أجادل وجّدي في كلامي وعملي ونومي قل نوعا ما، فتوجهت للصيدلية، وشريت الدواء السيروكسات، وقمت في اليوم الأول بأخذ حبة ونصف، واليوم الثاني حبه صباحا وحبة مساء أي 40 جرام يوميا، وهذا منذ يومين.

سؤالي بارك الله فيكم: هل أستمر على هذه الجرعة؟ أم آخذ دواءً مساند آخر؟

ملاحظة: خلال استعمالي للسيروكسات بؤبؤ عيني أجده يتسع، وأحيانا يضيق لدرجة أن زملائي لاحظوا ذلك، وعند توقفي عن الدواء رجع طبيعيا ,هل ذلك يؤثر على النظر مستقبلا؟

وجزاكم الله خيرا، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ confident حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فيظهر أنه لديك استعداد للقلق والمخاوف وكذلك الاكتئاب البسيط، واستجابتك لعقار زيروكسات كانت استجابة ممتازة وجيدة، وبعد أن توقفت عن الدواء عاودتك الأعراض مع شدة الأعراض الانسحابية، وهذا أيضًا دليل قاطع على استعدادك لهذه الحالات النفسية البسيطة.

بالنسبة للعلاج الدوائي، أقول لك: إن الزيروكسات دواء طيب، وأنت الآن رجعت لاستعماله، وهذا قرار سليم، ربما تكون قد تعجلت بعض الشيء في بناء الجرعة، لكن إن شاء الله هذا ليس له أي آثار سلبية، استمر على جرعة الحبتين يوميًا على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة ونصف لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة ونصف واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة كاملة، وهذه يمكن أن تستمر عليها لمدة عام، وهذه هي الجرعة الوقائية، بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر أو شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بالنسبة لحديثك عن تأثير الزيروكسات على العين، لا أعتقد أن ذلك ناتج من الزيروكسات، ربما تكون حالة القلق التي لديك هي تشعرك بذلك، لكن الزيروكسات دواء سليم لا يؤثر على العين ولا يؤثر على النظر مطلقًا.

بالنسبة للدواء المساند: أنا لا أرى أن هنالك حاجة لدواء مساند، لأن جرعة الزيروكسات التي تتناولها هي جرعة كبيرة وممتازة.

أما إذا لم تحس بتحسن معقول بعد مضي شهرين من تناول الدواء على الجرعة الموصوفة فهنا يمكن أن تضيف عقار فلوناكسول، والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) فتتناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) يوميًا في الصباح لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تتوقف عنه وتستمر على الزيروكسات.

لا تنسى الآليات العلاجية الأخرى، فهي مهمة جدًّا، وعلى رأسها التفكير الإيجابي، وتجاهل الأعراض النفسية هذه التي تعاني منها، وأن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة، وأن تمارس الرياضة، وأن تتواصل اجتماعيًا، وعليك بالدعاء بالطبع.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً