الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الملل من الحياة سيطر عليّ... فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

مللت من حياتي, وأفكر في الانتحار يوميا, كل شيء صعب, أعيش وحيدا, أعاني من ضغوط معيشية, وضغوط نفسية, ليس لي أصدقاء, ولا زوجة, ولا مصدر رزق, ولا أي شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الذي يدفع الملل هو الأنس بالله, والمواظبة على ذكره, وشكره وحسن عبادته، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك.

وأرجو أن تعلم أن نعم الدنيا منغصة, ولذلك ما رضيها العظيم داراً لأوليائه, أو جزاءً لأحبابه, وقد أحسن من قال:

جبلت على كدر وأنت تريدها ** صفوا من الأكدار والأقذار
ومكلف الأيام ضد طباعها ** متطلب في الماء جذوة نار

وإذا نظر الإنسان في أحوال أهل الدنيا فلن يجد فيها راض بها، وقد صدق من قال:
كل امرئ يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن

وكل من ذهبوا إلى المقابر لم ينتهوا من مآربهم.

ولا يخفى على أمثالك أن الانتحار محرم, وهو كبيرة من أكبر الكبائر, فلا تفكر فيه, وتعوَّذ بالله من شيطان يريد أن يقودك إلى الهاوية.

وأرجو أن تنظر إلى النعم التي وهبها الله لك, فقد متعك بالعافية, وأعطاك عينا تبصر بها, ويدا تكتب بها هذه الاستشارة, فكم من إنسان حرم نعمة العافية, أو ابتلاه الله (بحبيبتيه) أي عينيه, وكم من إنسان حرم من نعمة العلم, فانظر إلى من هم أسفل منك, ولا تنظر إلى من هم فوقك في أمور الدنيا, حتى لا تزدري نعمة الله عليك.

وإذا تأمل الإنسان في أحوال الناس هانت عليه مصائبه, ووجد العزاء والمواساة، وقد قالت الخنساء:
ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي

فاحمد الله على نعمه, واحرص على شكرها لتنال بشكرك المزيد, قال تعالى:
{وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}.
وكم هو سعيد ذلك الراضي بقضاء الله وقدره, وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير, إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له, أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له, وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.

ونحن نشكر لك هذا التواصل مع موقعك, ونذكرك بأن نفسك غالية, فلا تخسرها, وندعوك إلى أن تقبل على الحياة بأمل جديد, وبثقة في ربنا المجيد، واحرص على أن تصلح ما بينك وبين الله, وسوف يصلح الله لك الأحوال, وواظب على الصلاة, وأكثر من الاستغفار, ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار، وواظب على ذكر الله آناء الليل وأطراف النهار, وتوجه إلى الكبير المتعال, ونذكر أن السعادة ليست في المناصب, أو الأموال, ولكنها نبع النفوس الراضية بقضاء الله وقدر مبدل الأحوال، فارفع أكف الضراعة إليه، واعلم بأنه يجيب المضطر إذا دعاه, ويكشف السوء.

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله, ونتمنى أن نسمع عنك الخير, ومرحباً بك.

وانظر تحريم الانتحار والتفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً