السؤال
السلام عليكم.
حياك الله دكتورنا الكريم.
جئت اليوم أرجو مساعدتكم, ولو بتقديم النصح والإرشاد لي.
أنا منذ سنتين تقريبا كنت جالسا في الغرفة, أتأملها قطعة قطعة, وأنظر إلى وجودها وماهيتها, وكيفية انسجامها مع الجو العام والقطع الأخرى؛ وإذ بعقلي يذهب مني! وفقدت وعيي, وقمت على قدمي أمشي إلى غرفة أهلي, فرآني أبي فأجلسني وقرأ علي بعض السور من القرآن الكريم.
استيقظت تقريبا بعد ثلاث دقائق من الحادثة, فقال لي والدي أنني صرت أهذي: من أنا؟ ومن أنتم؟ وماذا أفعل هنا؟ وهكذا ...
لم أكترث كثيرا للأمر, لكن بعد عدة أيام صرت أفكر كيف حدث هذا؟ وكيف فقدت عقلي؟ وهل من الممكن للإنسان أن يفقد عقله ووعيه وذاكرته؟ وبدأت هنا قصتي المؤلمة, وبدأت تأتيني نوبات من الرعب, وعقلي بدأ يذهب لمدة خمس ثوانٍ تقريبا, ومن ثم يعود, وهكذا إلى أن أنام, وعندما كان يذهب عقلي كنت أدخل في عالم آخر, وأرى صورا قديمة, وعالما لا أعرفه في مخيلتي, وكان ينتابني الرعب الشديد, بحيث لا أرجع إلى العالم الأساسي إلا وقلبي عند قدمي من الرعب, راجعت طبيبا فوصف لي زولوسير عيار 100 واولان بريكسا وترانكيل مضاد اكتئاب وذهان ومهدئا.
لم أستفد كثيرا, وما زالت نوبات الانشقاق تأتيني كل أسبوع, على الأقل ليلة أو ليلتين, ولا أستطيع أن أشرح لكم وضعي حينذاك لأني أكون بقمة الرعب والخوف والهلع والتعب, وقد تستمر أحيانا ساعات طوالا.
فذهبت إلى طبيب آخر فقال لي: استمر على زولوسير, ولكن سأغير لك الدواء بدواء آخر اسمه ريسبريدين, وقال لي: الذي تعاني منه هو اضطراب انشقاقي.
فعلا تحسنت على الدواء كثيرا -ولله الحمد- وبقيت أستعمله ستة شهور تقريبا, وحين رأيت نفسي أني تحسنت, والنوبات قد انقطعت؛ توقفت عن الدواء, وبقيت مرتاحا تقريبا مدة ثلاثة أشهر, ومنذ يومين عادت إلي نفس الحالة الأولى, ذهب عقلي, ولم أشعر بمن حولي إلا بعد خمس دقائق, فاتصلت بالطبيب فورا وأخبرته, قال لي لم أوقفت الدواء؟ ما كان يجب أن توقفه, وطلب مني أن أرجع لاستعمال ريسبردين يوميا قبل النوم, وأنا من يومين إلى الآن تعبت جدا, أكاد أفقد عقلي ووعي نهائيا.
علما أني مرة -وهي المرة الوحيدة- خرجت من البيت ليلا الساعة الثانية , ومشيت أكثر من مئة متر وأنا حافٍ, وفاقدٌ لعقلي ووعيي.
فبم تنصحني يا سيدي الكريم أكرمك الله وزادك من فضله؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.