الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة المشاكل مع زوجتي وتدخل أهلها جعلاني أفكر في الطلاق

السؤال

أعاني كثيراً مع زوجتي، وأريد الطلاق منها لكثرة المشاكل بيننا، وتدخل أهلها، وتكبر المشكلة، حاولت أكثر من مرة التقرب إليهم بالهدايا والزيارة وإحضار أي شيء معي عند زيارتهم أو حتى إرسال الرسائل والاتصال بهم لكن دون جدوى لا أدري ما السبب؟!

لأني أريد الاهتمام الذي لا أجده من زوجتي أو حتى من أهلها، مع العلم أن أمي متوفاة، وأبي متوفى -الله يرحمهم-

أرجو عدم إهمال رسالتي؛ لأن لا أحد لدي ينصحني أو حتى يقرب لي أكبر مني ليساعدني!

أرجو مساعدتي وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل: موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أخي السائل حفظك الله ورعاك: أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك على حل مشكلتك.

أخي الفاضل أنا أريدك أولا أن تبتسم؛ فالابتسامة علاج للهموم والغموم، ولا تفكر في الأمر كثيرا، فكل الذي تتكلم عنه يعيشه كثير من الناس ولست وحدك، ولكن الإنسان لا بد أن يتأقلم مع المشكلة، ويحاول أن يحتويها ويعالجها دون أن تؤثر فيه.

في حقيقة الأمر أنا لم أفهم مشكلتك جيدا بسبب عدم توضيحك لعمر المشكلة مع زوجتك -أي كم مضى عليها من مدة؟ وما هي طبيعة المشكلة؟ وأسبابها؟-
كل هذه النقاط ستساعدنا في إيجاد الحلول.

أنت تقول كم من مرة كنت تود التقرب من زوجتك ولكن لا تترك لك المجال، إنك تحتاج إلى مراجعات لنفسك من يوم أن تزوجت إلى اليوم، ما هي السلبيات التي مرت عليك في حياتك الزوجية، فحاولت أن تعالجها أو تهملها أو تحتويها؛ فالمشكلة إذا احتاجت إلى علاج عالجها في لحظتها ولا تتركها، أما إذا لم تستطع أن تعالجها حاول أن تحتويها وتضمها ولا تتركها تخرج إلى الآخرين حتى لا تتعبك، وإذا لم تستطع أن تعالجها ولا أن تضمها وتحتويها فحاول أن تهملها ولا تبالي بها، فكم من مشكلة تمر علينا في حياتنا الزوجية ونهملها ولا نعطي لها بالا فتزول مع الأيام دون أن يكون لها أثر سلبي في حياتنا.

أما بالنسبة للإيجابيات فحاول أن تعززها وتنميها، ويجب أن تعلم أن كل إنسان فيه إيجابيات وفيه سلبيات، فزوجتك أظن أن لديها الجانب الإيجابي حتى وإن كانت إيجابية أو إيجابيتين، فحاول أن تعززها وتنميها وتهتم بها، فالزوجة تحتاج إلى من يسمعها ويتقبل كلامها، وإلى من يحاورها ويتكلم معها، وإلى من يلبي طلباتها، وكل هذا في إطار المعقول والمستطاع.

أخي الفاضل لا أريد أن تيأس ولا تجزع، حاول أن تكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى أولاُ بأن يصلح لك زوجك.

حاول أن تجعل أوقاتا للحوار الأسري مع زوجتك وتسمع منها كما قلت لك، وإن استطعت أن تدخل طرفا ثالثا تثق فيه ويحفظ أسرارك فحاول لعله يكون سببا في حل مشكلتك.

وإن استطعت أن ترسل مرة أخرى مشكلتك بالتفصيل وتاريخ بدايتها حتى نعينك أكثر بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً