السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
النفس تعصي ربها، تحب الطاعة لكنها تؤثر المعصية، وتشعر براحة في ذنب تصيبه, وبعد الفراغ تبدأ رحلة التوبة, فقد تستمر التوبة شهراً وقد تستمر أسبوعاً وقد لا تستمر سوى ساعات, تتكرر هذه الأحوال كثيراً فربما تنكث النفسُ التوبة التي تعقدها بساعة ثم تتجدد التوبة ثم تنكث التوبة وربما تستمر ثم تقف, لا يوجد ثبات على التوبة!
النفس تحب الطاعة وتجد بها حلاوة وكذلك تجد في المعصية راحة لكن سرعان ما تكره هذه المعصية؛ لأن كفة حب الطاعة تميل أكثر, النفس تسمع الآية: "إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب". فتقول أي جهالة وأنت بيدك تنكث ما عقدت مع ربك وبيدك ترجع, وكأن الأمر أصبح كلعبة في يدك, متى شئت أقبلت ومتى شئت تركت؟!
النفس تحب الطاعة والالتزام وتبغض العاصين, ولكن تفعل بعض أفعال من تبغضهم, أشعر وكأني لا أبغض ما لا يحب الله كما أراد الله -وكأن بغضي لذلك ناقص ويحتاج...- النفس تعصي آخذة أمرا بالتوبة سلفاً قبل أن تعصي, وفيها نوع من حب الطاعة وترجو-لا تتمنى- لو لم تكن في هذا المكان.
ما حكم هذه المشاعر؟ هل يقبل الله طريق رحلة جديدة إليه بعد هذه الأفعال خاصة بعد أن كانت مبيتة قراراً بالتوبة سلفا؟ والله يقول: "إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب" علما بأن النفس آخذة قراراً أن تبقى ترجع وحتى لو شعرت بأن الله تركها ولا يؤيدها.