السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهز
بعد شكري وامتناني لكم على ما تقدمونه من جهود تعود إلى سمو وارتقاء في النوايـا، وحس الإنسانية ودوركم في جعل المجتمع أفضل، سأطرح النتائج، ولن أتطرق إلى التفاصيل حتى لا أطيل.
أعاني منذ الصغر من تأثر بشخصيات الآخرين بشكل ملحوظ، الأمر الذي أوصلني الآن إلى استحضار مجموعة من الشخصيات (ليس بالضرورة أن تكون شخصية أكون معجباً بها) عند القيام بأي تصرف أو فعل أو رد فعل، حتى لدرجة أساليب الجلوس أو طريقة المشي، وبعد أن فشلت في تحويل هذه المشكلة إلى موهبة وصلت إلى مرحلة أني كلما أقع في موقف حتى لو كان بسيطاً، أسأل نفسي مثل أي شخصية سأتصرف؟ وإذا تصرفت يخرج مني مزيج من التصرفات، أو أعجز عن ردة الفعل، يعني في كلا الحالتين تكون ردة فعلي سخيفة، وأفضح نفسي في ذلك، ووصلت إلى أن أمر بعدة شخصيات متناقضة في اليوم (لا مبالي، حكيم، طائش، رزين).
أعلم أن السبب هو أني أسعى جاهداً على حساب نفسي ومبادئي لجذب إعجاب الآخرين لاإراديا، وعلى دراية بكل أعراض الرهاب الاجتماعي التي أعاني منها حالياً، مثل: الارتباك عند التكلم مع أي أحد حتى لو هاتفياً، أو حتى مع أهلي، والشعور بأني مراقب حتى لو كنت بمفردي، تحقير لذاتي والشعور بأني ممل وكل ما سأتكلم به هو ممل، وأن من يتكلم معي يسدي إلي جميلاً، وأني دون الناس يرافقني عند القيام بأي عمل، وتصبح عندي حالة كره للناس.
علماً بأن ما أملك من مقومات يتمناها كثير من شباب جيلي، وأي شخص يقترب من عفويتي لو قليلاً يحبني فوراً، وهذا ما يزيدني تعاسة لأني لا أستطيع أن ألمس هذا الشيء بحياتي اليومية، بل العكس فأنا أشعر (بعد تفكير وتحليل طويل) أن مشكلتي الأساسية هي تحقيري لذاتي، لأني عندما أصادف موقفاً يثبت لي عكس ذلك تختفي كل المشاكل، ولكن مؤقتاً (يوم واحد) لجأت إلى هذا الموقع لحالتي المزرية الآن، ولأني أخسر ديني في كثير من المواقف، وخوفي من المرحلة القادمة؛ لأني بدأت أفكر بالموت، مع علمي أن هذا حرام، ويئست من الذهاب إلى طبيب نفسي، لأن حالتي لا تساعدني في وصف حالتي كما هي بتركيز، وأيضاً لسوء ظروفي حالياً.
سؤالي لكم: ما الذي أعاني منه؟ وهل كل مشكلة مستقلة عن الأخرى أم أنها مشكلة واحدة وباقي المشاكل مسببات؟ وهل الرهاب الاجتماعي يؤثر على صاحب المرض حتى عند تعامله مع أهله؟
أنا على استعداد لأخذ دواء حتى لو أن من آثاره الجانبية انعدام الذكورة، أهم شيء أن أخرج من هذا الوسواس وشتات التركيز والتوتر الشديد الدائم، وكأني في معركة، وعدم الشعور بأي شيء من حولي، وأن أخرج من حالة العجز؛ لأني كنت إنساناً طموحاً، والآن أهرب من كل شيء حتى من دوام الجامعة، وأستعيد أصدقائي والأشخاص الذين أحبوني وخسرتهم بسبب هذه المشكلة.
وشكراً لرحابة صدوركم.