الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق معالجة العادات والتقاليد المخالفة للشرع بالأسلوب الأمثل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 22 عاما، أعمل صيدليًا بشركة أدوية مرموقة، ومركزي جيد ـ والحمد لله ـ.

وللعلم أنا خاطب, وعلى وشك الزواج.

عانيت لفترة غير قصيرة من قلق, ومخاوف بسبب العادة السرية، واحتقان البروستاتا, وما شابه، وطمأنني الأطباء بهذا الموقع الكريم أكثر من مرة.

أعاني الآن من مشكلتين عائليتين مختلفتين.

الأولى : خطيبتي عمرها 20 عاما، ورغم أنها من أسرة محترمة، وجميلة, وطيبة القلب إلا أنني لاحظت عادة بغيضة جدا في عائلتها.

وهي أن أولاد عمها وعمتها يسلمون عليها، ويقبلونها في خديها عند كل زيارة، وللعلم جميعهم رجال تخطوا الـ 45 من العمر على الأقل, ومتزوجون.

طبعا ثُرت وغضبت من الأمر كثيرا, وكلمتها عنه, فقالت: إنهم كانوا يحملونها وهي رضيعة, وإنهم مثل إخوتها, وتربوا معا الخ الخ .. وأنها لا تستطيع بعدما تعودت العائلة على ذلك أن تمنعهم منه, وكلمت والدها، فسمعت نفس الكلام وتبريرات كثيرة، فجادلته فهددني بفسخ الخطبة، واتهمني أنني
أسيء النية تجاه أدب ابنته, وأدب أقاربها.

أنا لن أسمح بهذا بعد الزواج، وأخشى من وقوع مصادمات عائلية بسبب منعي لهم بعد أن أتزوجها، وأنا أحبها في نفس الوقت, وهي كذلك، ولا أريد أن أتركها .. ماذا أفعل ؟
وهل أنا المخطئ أم هم ؟

الثانية: أثور ويفور دمي إذا ما كنت أشاهد التلفاز مع أبي وأمي ثم يأتي مشهد خارجي كقبلة, أو ما شابه في الأفلام، ولا يقوم أحدهم بتغيير المحطة؛ فأغضب كثيرا، وتقع بيني وبينهم المشادات, ويقولون: إنني معقد، وإن الأمر عادي، وكل الناس يفعلون ذلك, فيغلي دمي أكثر، أبي يقول لي: افرض سيطرتك على زوجتك في بيتك مستقبلا، وليس عليّ أنا وأمك.

مشكلتي أن خطيبتي شخصيا، وأهلها يؤيدون رأي أبي وأمي, ولا أتخيل نفسي بعد الزواج وزوجتي تشاهد قبلة، أو ما شابه على التلفاز، وأنا جالس ومتقبل الوضع وكأن الأمر عادي .. لا أعلم ماذا أفعل!

من المخطئ؟ أنا، أم من حولي ؟ وكيف أتصرف؟

أكتب إليكم وأنا أشعر بصداع شديد بسبب تكرار المشكلات, ضغطي يرتفع، وأريد منكم النصح الشافي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان, وأن يرضيك به.

بداية -أخي الكريم-: هناك فرق بين الخطأ ومعالجته، وبين الصواب وطريقة عرضه، فلا شك أنك على صواب في موافقتك حكم الله من عدم جواز تقبيل أبناء العمومة لزوجتك، وكذلك أنت على صواب في عدم رضاك عن رؤية رجل يقبل امرأة لا تحل له, أو حتى تحل له أمام الناس بمثل هذه المناظر التي لا ترضي الله عز وجل.

ولكن أتصور أن طريقة المعالجة تحتاج إلى تغيير، فدعنا -أيها الحبيب- نؤسس لبعض المبادئ التي نرجو أن تكون نافعة لك.

أولا: بالنسبة لخطيبتك لقد ذكرت -بارك الله فيك- أنها من أسرة محترمة, وجميلة, وطيبة القلب، وهذه -أخي الحبيب- صفات جيدة، لكن ليست هي المعايير الأصلية التي يتم عليها الزواج؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.

فالدين هنا هو المعيار الأصلي, والأساس الذي لا ينبغي العدول عنه، وعليه فالمرأة المرغوبة في النكاح من خلال التصور الإسلامي هي ذات الدين, أو على الأقل المريدة له, المقبلة عليه.


ثانيا : إذا كان الأمر كذلك -أي الخطيبة متدينة أو مقبلة على التدين - فهي بلا شك معظمة لكتاب الله, ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, وما عليك ساعتها إلا ثلاثة أمور:

1- افتراض حسن النية مبدئيا، فهي لم تقصد الإساءة قطعا، وإنما هي عادة غير شرعية, والأصل في تغير العادات ابتداءً: إحسان الظن, وإشعار الطرف الآخر بأنك تحسن الظن فيه.

2- التبين: وذلك أن تعرفها حكم الشرع بطريقة لا تتعمد فيها الأذى، بل الطريقة غير المباشرة ربما تكون أفضل عن طريق كتيب, أو شريط, أو درس علم تحضره.

3- الصبر على تغيير العادات غير الشرعية، والتدرج في تغييرها أمر محمود.

هذه الثلاثية أنت تحتاجها في كل عمل تقوم به, أو كل منكر تراه .

ثانيا: بالنسبة للوالدين ، لا يخفاك أن مثل هذه المشاهدات المحرمة أضحت بحكم إلف العادة، والتمرس عليها أمرا مقبولا، وغير مستح منه عند كثير من الناس، وبخاصة كبار السن، وهذا يحتاج منك إلى الثلاثية الماضية مضافا إليها (الاصطبار) وهو شدة المبالغة في الصبر، مع الاجتهاد في الدعاء لهم جميعا بالهداية والتوفيق.

نسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك, وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به, والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر أبو سفيان الجزائري

    والله العظيم يا اخي وانا اقرا سؤالك وكانك تتحدث عني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً