الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أحب العمل وأهلي محتاجون فما الحل؟

السؤال

كيف التخلص من التردد؟

أنا عاطلة عن العمل مند عامين، وقد تعودت على المكوث في المنزل، لا أذهب للبحث عن العمل إلا بعد تفكير، لا أريد أن أعمل، وما الداعي؟ فالبيت أفضل.

أتمنى في قرارة نفسي أني لا أجده، وعندما يقبل طلبي أصاب بخيبة أمل، أهلي محتاجون للعمل وأنا أماطل ولا أعمل، وقد تجاوزت الثلاثين ولم أتزوج بسبب طريقة تفكيري الخاطئة.

لا أملك رغبة في أي شيء، هل عليّ إثم لأنني لا أساعد أهلي، وأنا جامعية ولا أعمل.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحياة مليئة ببعض خيبات الأمل، والإنسان قد لا يحصّل ما يريده، ولابد من أن نمتلك الصفات المناسبة للتكيف مع مثل هذه المواقف، وإن كان من الصعب أحيانًا القيام بهذا بسبب طبيعة الشخصية والظروف المحيطة.

يبدو من سؤالك أنك دخلت بما يشبه الدائرة المعيبة، فالأفكار السلبية تؤدي إلى أن لا تحاولي، أو أن لا تستطيعي فعل الكثير، ومن ثم عدم القيام بالأعمال يُنتج عندك بعض الأفكار السلبية عن نفسك، وعن الناس، وعن الحياة عمومًا، وهكذا، فيشعر الإنسان بالعجز، وعدم القدرة على تغيير الظروف من حوله.

والسؤال كيف يمكن للإنسان أن يكسر هذه الحلقة المعيبة، ويحرر نفسه من إسارها؟

أقول: عادة أن المشكلات الكبيرة لا تحتاج بالضرورة لحلول كبيرة، وقد نفاجئ كيف أن خطوات بسيطة من شأنها أن تحدث أثرًا كبيرًا في حلّ المشكلة التي أمامنا، فمثلًا يمكنك أن تفكري بالقيام ببعض الأنشطة الرياضية، أو ما لديك من هوايات فنية كالرسم أو غيره، وستستغربين كم يمكن للنشاط الرياضي أن يرفع من معنوياتك وحافزيتك للعمل والنشاط، وهكذا تجدين نفسك في همة للعمل والعطاء، ومن ثم يمكنك أن تتعاملي مع المواضيع المختلفة, كالعمل, ومساعدة الأسرة والزواج, فكلها مواضيع من المؤكد أنك تعاملت معها في السابق، ولكن هذه المرة ستتعاملين معها بنفسية مختلفة، وحماس آخر، مما يمكن أن يبشر بنتائج أفضل؛ فكثير من الأعمال التي نقوم بها تختلف نتائجها بحسب مشاعرنا وحماسنا ونحن نباشرها؛ فالعمل الذي نقوم به ونحن متفائلون يؤتي ثمارًا أفضل من الذي نقوم به ونحن متشائمون.

ومما يفيد أن تقرري ما تريدين عمله، ومن ثم تقومين به بلا تردد، ومن دون إعادة النظر في الأمر، ومن خلال الزمن ستجدين نفسك أكثر ثقة بنفسك، وبأنه قلّ التردد في حياتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر مححمد

    ادعولي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً