الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير الدائم في الموت أرّقني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، والله يعطيكم العافية.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2133072، وأريد أن أشكركم على ردكم الكريم ونصائحكم المهمة، فقد نفذت تقريبا معظم الخطوات، وبدأت في استخدام الدواء، وأشعر بتحسن كبير في حالتي النفسية بشكل عام، إلا موضوعاً واحداً بقي لينغص علي حياتي، ويفقدني متعة الحياة! وهو التفكير الدائم والمستمر في الموت، حتى أشعر بأنني سأموت خلال الثواني القادمة، وأبدأ بتخيل مظهري كيف سيكون وأنا ميت؟! وأشياء أخرى كثيرة متصلة بالموت - أطال الله في عمركم -.

دكتورنا العزيز: أنا اليوم في حالة نفسية جيدة، وخاصة بعد تنفيذ إرشاداتكم في الاستشارة السابقة، ولكن بقي هذا الأمر الذي يأتي مرتين أو ثلاثاً في اليوم بشكل مفاجئ، أو لسبب لآخر؛ ليصيبني بحالة كآبة وحالة نفسية سيئة، بشكل مؤقت وبشكل مزعج جدا.

هل هناك علاج دوائي أو علاج من نوع آخر لهذه الحالة؟ مع العلم أنني أحاول قراءة القرآن بشكل مستمر، والتفكير بإيجابية.

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

نحن سعداء جداً أن نسمع أنه قد طرأ الكثير من التحسن على حالتك، فالله الحمد والفضل على ذلك، أما بقية ما معك من عرض، حول التخوف من الموت هو ذو طابع وسمات وسواسية، ولاشك في ذلك، وما هو وسواسي دائماً يعالج بالصد والتحقير، والذي أنصحك به هو أن تضع فكرة الخوف من الموت أمامك، حاول أن تستجلبها حتى وإن لم تأتيك، وخاطبها مخاطبة مباشرة، قل لهذه الفكرة أنت فكرة حقيرة، الموت والحياة بيد الله، والخوف منك أيها الموت لن زيد في عمري ثانية ولن ينقصه؛ إذن مخاطبة مباشرة لفكر وسواسي مستحوذ دون مناقشته، ولابد أن تكون عالي التركيز حين تخاطب ذاتك لصد الفكرة الوسواسية، هذا تمرين رئيسي، أنا لست في حاجة لأي دواء آخر.

الدواء الذي تتناوله سوف يفيدك حتى في هذه الفكرة الوسواسية، ولابد أن تصرف الانتباه عن الوساوس بجانب التحقير، والمخاطبة المباشرة هي أن تدخل في نشاط مخالف تماماً، وهذا نسميه بصرف الانتباه، وإن شاء الله تعالى سوف يفيدك هذا التوجه السلوكي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً