السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فبعد خالص الشكر والامتنان لكم ولما يقدمه موقعكم الجليل من خدمات واستشارات مباركة، أرجو تسمحوا لي أن آخذ من وقتكم الثمين بعض الشيء، ملتمسا منكم الموافقة على إجابتي بخصوص حالتي:
بدأت الحالة منذ نهاية عام 2004 م، (كنت في فصل التخرج وأنا مهندس وكنت متفوقا، وقد تخرجت بتقدير جيد جدا - والحمد لله - في ذلك الفصل، ولكن واجهت صعوبة بالغة عند نهاية فصل التخرج بسبب الأعراض التي سوف أشرحها لكم تاليا ) فبعد التوقف عن ريجيم قاسٍ جدا غير معتمد على استشارة طبية، و يخلو من أي نوع من السكريات والنشويات وووو .. حتى أنني في كثير من الأيام كان قوتي يقتصر على الماء والتدخين وشرب القهوة بكثرة (حيث كنت أدخن وقتها ولكن تركت التدخين والقهوة والحمد لله منذ ذلك الحين)، بدأت أشعر بأعراض غريبة ومتعددة بدأت بحدوث رجفة في اليدين، حيث أثر ذلك على خطي في الكتابة، وحدوث ارتخاء في الجسم، بحيث أشعر بشي من التخبط عند المشي، وحساسية عالية ومفرطة من الأصوات والأضواء، وخصوصا المفاجئة، رغم أنها ليست قوية، وتوتر في كافة الجسم، وشعور بنبضات أعصاب ونمنمات في مواقع مختلفة من الجسم واليدين، وصداع قوي في الرأس يبدأ بتنميل في فروة الرأس ثم ينتقل إلى مقدمة الوجه، وموجات من الآلام أسفل الظهر ، وحرارة في الأذن والرأس من المؤخرة وموجات من الشد العضلي في الرقبة، بالإضافة إلى أصوات تخرج من البطن، وغازات كبيرة، وموجات من الألم في البطن ( مع العلم بوجود انتفاخ واضح في الجانب الأيسر من البطن تحت القفص الصدري وأظنها في القولون ) ، ترافق ذلك مع شعور بعدم الراحة والتوتر والغليان من الداخل دون سبب أو مبرر ، بالإضافة إلى العصبية والضجر لأتفه الأسباب وشعور بعدم القدرة والحساسية المفرطة وسرعة الضجر تجاه إتمام بعض الأعمال، رغم بساطتها وقدرتي على إتمامها بسهولة.
والأعراض السابقة لم تكن مستمرة طوال اليوم، بل كانت متقطعة، حيث أشعر حينا أنني ممتاز ولا أشكو من أعراض ثم تبدأ الأعراض بالظهور فجأة - وطبعا ليست جميعها مع بعض- ثم تختفي ، مع العلم أن نومي كان وما زال هادئا جدا ولا أشعر بالأرق، ولا تهاجمني أي أعراض وأنا نائم، أيضا بقيت على تواصل مع الناس بشكل ممتاز، وأقوم بما هو مطلوب مني من أعمال، ولكن مع ذلك الشعور الغريب بعدم الراحة.
طبعا بدأت بزيارة الأطباء لمعرفة ما الذي حدث لي؟ وماذا فعل بي ذلك الريجيم؟! وأول طبيب زرته طلب مني فحص B12، وفحص دم وكيمياء الدم، وفعلا عملتها، وكان متفاجئا جدا من نتيجة الB12، حيث أذكر أنها كانت (70)، فقال لي: أنها قليلة جدا، وهي التي تسبب لك كل ذلك، حيث أن نسبة هذا الفيتامين يجب أن تكون (400-450)، أما فحوصات الدم وكيمياء الدم فكانت طبيعية . وفعلا كتب لي كورسين من حقن B12، وحدد لي برنامجا لأخذها، وفعلا قمت بأخذها وبعد فترة فحصت B12، وكان جيدا ، ولكن لم تنتهي الأعراض، وقد ترددت كثيرا على أطباء الباطنية وعملوا لي كثيرا من التحاليل والصور والألترا ساوند، أذكر منها رنين مغناطيسي للدماغ، وآخر للرقبة، وصور والترا ساوند للبطن، وتحليل الهرمون المنشط للدرقية TSH، وزرت أيضا أطباء عيون وأذن وباطنية وأعصاب، وجميع تشخيصهم ونتائج التحاليل والصور التي أجروها كانت سليمة والحمد لله، واستمرت الأعراض لمدة حوالي (5-6 شهور) ثم بدأت تختفي تدريجيا حتى اختفت بنسبة 95 %، أي لم يبق تقريبا إلا مشاكل الغازات في البطن وبعض النمنمات في اليدين بين الحين والآخر ولكنها بسيطة. ولكن المشكلة أن ذلك الاختفاء لا يدوم إلى الأبد، حيث أنه ومنذ ذلك الوقت ( تقريبا شهر 7/2005 ) فإن هذه الأغراض أو غالبيتها تغيب فترات تتراوح بين 9شهور إلى سنة، وأحيانا سنة ونصف ثم تعود لمدة تتراوح من شهرين إلى خمسة أشهر، ولكن بشكل أخف قليلا من المرة ألأولى ( بداية الإصابة )، ومع ذلك تبقى مزعجة وخاصة ما تسببه لي من عدم راحة وضجر وتوتر، فتقلل من نشاطي الطبيعي، وبالأخص أنها موجات متقطعة خلال اليوم على الرغم من استمراري في حياتي الطبيعية ، مع العلم أنني لم أعد أتردد على الأطباء كثيرا بعد تطميناتهم لي بعدم وجود مشاكل صحية والحمد لله، حيث توكلت على الله ووكلت أمري له.
بقى أن أذكر لكم - واعذروني على الإطالة - أن كثيرا من الأطباء كان يقول لي: إنها موجات قولون عصبي، إضافة إلى أنه ونتيجة اطلاعي على الإنترنت أقرأ كثيرا عن ناقل (السيروتونين) والمقولات التي تقول أنه بسبب الريجيم القاسي، فإنه ينقص تركيزه ولذلك يسبب لي هذه الأعراض، وخصوصا أنني بدأت أشعر بهذه الأعراض بعد الريجيم القاسي، بالإضافة لتلك التي تقول أن الأعراض العصبية للقولون العصبي تحدث نتيجة تراكم السيروتونين في الأمعاء، فما مدى دقة كل ذلك، وهل فعلا أن ذلك الريجيم ممكن يكون سبب لي نقصا في مواد أو اضطرابا في هرمونات تسبب لي هذه الأعراض.
وفي النهاية أشكر لكم سعة صدركم وتفضلكم باستقبال شكواي وأرجو من الله أن أجد عندكم الإجابة التي تريحني وتخلصني من هذه الأعراض.
وجزاكم الله عني كل خير.
الشاكر لكم أبو علي.