الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السمنة المفرطة والحمية الغذائية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استشارتي عن زوجي.

زوجي وزنه مائة وخمسون كيلو، ويشتكي من القولون، وعمل تحاليل دم، لأنه كان يشعر بخمول و...الخ، وخصوصا تحاليل الغدة الدرقية، والحمد لله النتيجة سليمة على وظائف جسمه.

ذهبنا إلى دكتور للمتابعة الغذائية، فأعطى لزوجي رجيما نوعيا، ولكن أنا أشعر أن الدكتور ليس له فائدة، فعندما قرأت الرجيم وجدتُ أني يمكن أن أنظم له الأكل، لكن لا أعرف هل فعلا الدكتور له دور وعاملٌ مهمٌ ولو تابع زوجي معه أم من الممكن أن أنظم له الأكل وأقدم له السلطات والأكل الصحي؟

مع العلم أني منعت من دخول الزيوت أو السمنة في المنزل أو الشكولاتة لأنه كان يعشقها، فمنعتها عنه، وإذا احتاج لها أعرض عليه حاجة بسيطة جدا جدًّا.

الرجيم الذى أعطاه له الدكتور عبارة عن:
• في الفطور: جبنة، مع نصف رغيف، مع طماطم، أو بيضة مسلوقة. وهكذا.
• الغداء: سلطة مع تونة أو صدر دجاج أو قطعة لحم أو سمك مشوي - أحياناً - مع نصف رغيف، وأحيانا مع ثلاث معالق رز أو 10صوابع محشي مثلاً.
• والعشاء: سلطة مع جبنة، مع نصف رغيف أسمر، وكل الأيام مثل بعض لا جديد.
• فاكهة بين الوجبات، مع وجود المشروبات الدافئة قبل الأكل، مثل القرفة والزنجبيل ... الخ، ومنعه من الجزر والبسلة وبعض الفواكه مثل الموز والتين والتمر والمانجو والعنب، ومنعه أيضا من البطاطس إلا أحيانًا - إذا كانت مسلوقة، وواحدة تكفي، ومنعه من العصائر والمعجنات.

أنا أشعر أن هذا النظام سيمل منه زوجي، وأنا أريد له نظاما صحيا لا يشعر خلاله بالإحباط والملل، ولكن للأسف عاداته الغذائية التي تربى عليها هي الخطأ، أخبروني ماذا أفعل معه؟ وهل النظام فعلا مناسب أم ماذا؟

الحركة مع زوجي قليلة، أحيانا أتحايل عليه أن نخرج للمشي، أحياناً يوافق وكثيراً ما يرفض، وأخشى عليه من الاكتئاب وأمراض السمنة -عافاه الله منها- هل أستطيع أن أنظم له الغذاء بتقديم السلطات وكل شيء؟ ولكن أمنعه فقط من العصائر والشوكولاتة، وأقدم له المعجنات مثل الكرواسون و...الخ في الفطور، مع الحليب (مثلا) والجبن – أحيانًا - بكمية محدودة، دون الذهاب إلى الدكتور؛ لأني لا أرى أنه يقدم جديدًا إلا متابعة معه فقط أم ماذا؟

أرجو ان تنصحوني، وجزاكم الله خيرًا، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عصفور السماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلابد وأن الطبيب أو أخصائي التغذية قد قام بحاسب الكمية من السعرات الحرارية التي يحتاجها زوجك، ويتم من خلال هذه الحمية أيضا استهلاك جزء من الدهون في الجسم لتغطية ما ينقص من حاجته، ويمكن البدء بهذه الحمية ومراقبة الوضع خلال الأسابيع التي تلي.

المهم أن يترافق هذا مع المشي، فدائماً الحمية والتمارين هي التي تساعد على تنزيل الوزن، والاكتفاء بواحد من هذين - إما الحمية أو المشي - قد لا يكفي، وخاصة أن زوجك يحتاج لتنزيل 60-70 كيلو من وزنه، وهذه السمنة تسمى (سمنة مفرطة).

من ناحية أخرى: فقد وُجِدَ أن أفضل حمية للاستمرار بها فترة طويلة هو أن يتم تناول ما يُطبخ في البيت ويأكله الآخرون، ولكن يجب أن تكون بكمية أقل من التي يتناولها يوميا، ولكي يستطيع الإنسان أن يستمر ولفترة طويلة يتم تنقيص تدريجي في كمية الطعام فليضع أمامه أنه سينزل وزنه من 150 إلى 135خلال ثلاث أشهر، وهذا يعني أنه سينزل كل أسبوع كيلو إلى كيلو وربع، وهذا مقبول، فالجسم يتأقلم مع التنزيل التدريجي، ويتم ذلك بتخفيض 10% من كمية الطعام التي يتناولها يوميًا مع المشي، وتوزيع الوجبات على خمس وجبات حتى لا يشعر بالجوع.

وبعد نزوله إلى 135 يضع أمامه أن يصل إلى 120 خلال ثلاث إلى أربع شهور أخرى، مع تخفيض أيضا 10% إضافية من السعرات الحرارية التي يتناولها يوميا، وذلك بتخفيض كمية الطعام من الصحن الذي كان قد تعود على تناوله في كل وجبة - أي أنه إن كان متعودًا أن يأكل صحنا من الأرز على الوجبة يتم إزالة ما يعادل 10% من الصحن- وكذلك يمشي كل يوم من نصف ساعة إلى ساعة.

أيضًا عليك أن تركزي على الأهم وهو إزالة الدهون، وعند الجوع يمكنه سلق الخضار وتناولها أو تناول السلطات، ويمكن أن يتناول الأجبان قليلة الدسم، والحليب قليل أو معدوم الدسم، وكذلك اللبن أو الروب قليل الدسم، والخبز الأسمر، وهكذا حتى يتعود تدريجيًا وتصغر معدته تدريجيًا.

المهم أن يكون هو مقتنع بتخفيض وزنه، وأن يكون ذو إرادة قوية؛ لأن مضاعفات السمنة كثيرة ومنها: السكري، والضغط، وارتفاع الدهون، وأمراض القلب، والتنفس وآلام الظهر والركب.

الخيار الأخير إن لم تَفِدْ الحمية هو إجراء عملية تقليص حجم المعدة، وهي فعالة في معظم حالات السمنة المفرطة كالتي عند زوجك.

نسأل الله له الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً