الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الكسل وقلة التركيز فما العلاج؟

السؤال

أعاني منذ سنتين من قلة التركيز وبعض النسيان, ومن دوخة خاصة إذا كنت جالسا ثم وقفت, وأحس بشيء يغطي عقلي ويمنعني من التفكير بسهولة, وأعاني من الكسل, ومن عدم الاهتمام بالدراسة حتى أيام الاختبارات, وأحب النوم كثيرا.

فمم أعاني؟ وما هو العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت -إن شاء الله تعالى- لا تعاني من شيء أساسي أو مرض مخيف, ربما يكون الأمر يتعلق بقلق نفسي أو إجهاد نفسي وجسدي، ربما يكون الأمر أيضا يتعلق بضعف في المستوى الهيمقولبين مثلا, الذي أنصح به هو أن تذهب وتقابل الطبيب, ليس من الضروري أن تذهب إلى الطبيب النفسي, اذهب إلى الطبيب الباطني, أو طبيب الأسرة, واحك له كل الأعراض التي تعاني منها, وسوف يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي جسمي عضوي كامل ليتأكد من كل شيء, وبعد ذلك سوف يطلب منك بعض الفحوصات, هذه فحوصات عادية جدا, أصبحت الآن روتينية وسهلة, وفي ظرف يوم أو يومين سوف تكون النتيجة موجودة مع الطبيب.

بعد أن تتأكد من مستوى الدم, والهرمونات, ووظائف الكبد والكلى, والدهنيات, وغير ذلك هنا -إن شاء الله تعالى- يستطيع أن يوجهك الطبيب إن كان هنالك ضعف بسيط في الدم, فسوف يعطيك العلاج, وإن وجد كل شيء سليما سوف يوجه لك النصائح, يعطيك الدواء الخاص بالدوخة, وربما تحتاج لبعض الفيتامينات المركزة.

بصفة عامة من المهم لك أن تنظم وقتك أيضا, هذا مهم للكسل وعدم الاهتمام بالدراسة, وقد ينشأ من الإجهاد أو الإنهاك النفسي أو الجسدي, لكن الإنسان يمكن أن يعدل طريقه ويحسن من أدائه, وذلك من خلال تنظيم وقته، وتنظيم الوقت يتطلب أن تأخذ راحة كاملة, وأن تنام في وقت النوم, وتنام إن شاء الله نوما عميقا, وتستيقظ بعده وقت الصلاة, وتصلي صلاة الفجر وبعدها تجري تمارين رياضية بسيطة, ثم تجلس وتدرس لمدة ساعة إلى ساعتين، وهذا الوقت وقت طيب, ومستوى الاستيعاب والتركيز فيه يكون ممتازا جدا, وما تنجزه في هذا الوقت يعادل أربع إلى خمس مرات، مما يمكن أن تنجزه في بقية اليوم، إذن هذه خطوة وفاتحة ممتازة لبداية يومك.

الإنسان حين يبدأ بصورة صحيحة يجد أنه قد حفز نفسه, وأصبح مسرورا ويحس بالرضى, وهذا يشجعه تشجيعا ممتازا للمزيد من الأداء، الذين يستفيدون من الصباح الباكر تجدهم دائما من الموفقين والمنظمين، لأن هذه الأمة المحمدية العظيمة قد بورك لها في بكورها, وأنت شاب ولديك طاقات جيدة فيجب أن تستفيد منها، وفي بقية اليوم من حقك بعد أن تأتي من المدرسة وترتاح قليلا, أن تتناول طعاما غذائيا متوازنا, وهذا مهم, تجنب الوجبات السريعة, اجعل طعامك يحتوي على البروتين والفيتامينات وقليل من الدهون, هذا يجعل صحتك الجسدية ممتازة جدا، الترفيه عن النفس بمشاهدة البرامج الطيبة المباحة, التواصل مع الأصدقاء.

وبمناسبة الأصدقاء لماذا لا تدرس دراسة جماعية معهم من وقت لآخر؟ هذا فيه تشجيع, وفيه تحفيز, احرص على صلاة الجماعة, ودائما اسع لتكون بارا بوالديك، بر الوالدين ينعكس إيجابيا على الإنسان في أدائه في الدنيا, ولك إن شاء الله تعالى أجر عظيم في الآخرة.

إذن ما تعاني منه فقط يتطلب التنظيم, يتطلب أخذ الراحة الكافية، الدراسة في وقتها, الرياضة في وقتها، التواصل، الترفيه عن النفس, وكما ذكرت لك مقابلة الطبيب مهم وذلك من أجل التأكد حول صحتك العامة.

وانظر علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: (226145 - 264551 - 2113978).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً