السؤال
السلام عليكم
كنت منذ أسبوعين أعيش حياتي مهتمّاً بديني وبطلب العلم، وكنت متفوقا في حياتي، وكنت منظما وقتي وعباداتي كالصوم، والصلاة، والقراءة، واللعب، والرياضة، وكنت أساعد أصدقائي في حل مشاكلهم، وأحاول هدايتهم، حتى إنني لم أظن أبدا أنني سأنحرف عن طريق الله.
لكني كنت أشتكي من شيء واحد وهو العادة السرية، فكنت أقاومها وأعالج نفسي لذلك، وأخلصت في دعائي لله كي يعينني على تجنبها، فبقيت فترة لا أفعلها، وزاد إيماني، وظننت أن الله استجاب دعائي، وكنت على يقين من هذا، فكنت أزيد من معرفتي بديني، وأحضر الدروس في الجامع، وأصلي الصلوات في المسجد، ولم أترك قراءة سورة البقرة في بيتي، ولم أترك قول الأدعية والآيات، وكذلك أذكار الصباح والمساء كنت محافظا عليها.
كان كل من يراني يعرف أنني متميز لأنني كنت أمتلك شيئا كبيرا هو الإخلاص والصبر، فعندما تصيبني مصيبة ما أخرج منها بدون انحراف عن منهج الله، فذات يوم حدثت مشكلة لي -مشكلة عائلية- ففعلت العادة السرية من جديد بعد أن تيقنت أن الله استجاب لي وعصمني منها، فتخيل أنت أنك لجأت إلى الله، ودعوته من كل قلبك، في صلاتك، وفي صومك، وبعد فعل الخير، والله قال (ادعوني أستجب لكم) ثم انتكست بعد ذلك، رغم أنها لم تكن أول محاولة، ولكني أيقنت أنها آخر مرة أفعلها فيها، فبعد فعلها مرة أخرى بدأت أشك في الدين، وفي الله.
بدأت أسأل لماذا لم يستجب الله لي؟ هل ديني خطأ؟ ولكني تأكدت بأن الله موجود، فعندما أكلم نفسي أشعر أن الله يسمعني، وأني يوم القيامة سألقى في النار إن شككت بوجود الله، عرفت بفطرة قلبي أن الله موجود، وهذا كافٍ للتأكد، نظرت إلى الدين وقلت هل هو خطأ؟ بحثت عن البوذية، والوثنية، وغيرها من الأديان فلم تأخذ مني 5 دقائق حتى عرفت من قلبي أنها خطأ، وكذلك كل الديانات الأخرى عرفت أنها خطأ، حتى فكرت في المسيحية، واليهودية فوجدت أن اليهودية ديانة خاطئة، وكذلك المسيحية، فقلت أنا لمَ أبحث عن دين آخر لأفعل العادة، فالنساء في المسيحية يظهرن عوراتهن.
تيقنت أن الدين الإسلامي هو دين الحق، وأن الله موجود بلا شك، ولكني الآن أقول كلاما غريبا، أقول لماذا لم يلبِ الله دعائي؟ ولماذا جعلني الله هكذا بعد إيماني؟ كنت أنام النهار وأستيقظ في الصباح، ولم أصل أو أقرأ القرآن مرة أخرى، كنت أقول إن الله يريدني هكذا، فهو الذي يتحكم في القلوب والأرواح، فاستسلمت ورجعت إلى الوراء.
وكلما أردت أن أرجع إلى الله وإلى صلاتي أنتكس مرة أخرى، كنت أسمع أذان الفجر وأنام، ولا أشعر بالالتزام، هذه حالتي باختصار.
ما أطلبه هو أن أجد طريقا لا رجعة فيه للعصيان، وأريد أن أعرف لماذا لم يستجب الله دعائي؟ وهل الله يريدني هكذا؟ وأريد أن أعرف هل يقبل الله التوبة مما فعلته؛ فهو قريب من الكفر؟
ساعدوني أرجوكم، وادعوا لي بالتوبة والمغفرة وبعدم الرجوع إلى العصيان، والموت وأنا ساجد لله.
وجزاكم الله خيرا كثيرا.