السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية يا دكتور أنا أعاني من أكثر من مشكلة، وأكثرها تعتبر نفسية.
اكتشفت أن لديّ رهابا اجتماعيا؛ بسبب أنّي لمّا أذهب إلى السوق لا أريد أن يراني أحد، وأخاف أن يراني شخص يعرفني، وعندما أكون بالجامعة في بعض الأوقات أستحيي من الأكل أمام الأشخاص.
علمًا أني ببعض الأوقات تكون لدي جرأة، وكنت سابقًا أجيد الحديث والكلام والمناقشة، ولكن بالسنوات الأخيرة، لم أعد أستطيع الحديث، وجذب الآخرين بالحديث، قد تكون بسبب أنني مررت بفترة كنت معتزلة الناس فيها؛ بسبب أني عشت فترةً وحيدةً بالمنزل مع والدي، لكن الحمد الله تحسنت الأحوال هذه السنة، واجتمعنا مع أمي وأبي وجميع إخوتي.
ولكن المشكلة هي أني فقدت بعضا من المهارات:
أولاً: التحدث.
ثانياً: الثقة، فمنذ صغري لم تكن لدي ثقة بنفسي، فقط كنت أشعر بالثقة في مرحلة الابتدائية، وهي ثقة الطفولة، ومن ثَمّ لم تعدّ لي ثقة بنفسي.
ثالثًا: الاندماج مع الناس، وهذه مشكلتي الغريبة، فأنا أكوِّن صداقات، ولكن لاحظت أنها لا تطول، أو بالأصح أنها تكون فترة دراسة لا تنقطع بسبب مشكلة؛ بل تنقطع بسبب إهمال مني، وعدم معرفة أصول التواصل.
رابعًا: التشتت، أحياناً أكون إنسانةً تفكر فقط بالنجاح، وأحياناً أفكر بالتسلية والمؤانسة، وبعض الأيام ينعكس حالي بحسب من هم حولي.
صدقني يا دكتور أنا متعبة جداً جداً من نفسي، أريد فقط أن أكون راضيةً عن نفسي، ومقتنعة بها، عدم ثقتي بنفسي تقودني لأن أتحدث بكلامٍ يكثر به الكذب، لكي يُعجبوا بحواري، يعني أنه لم يسألني أحد وجاوبته بصراحةٍ عن نفسي.
وأحيانًا أعبّر عن إحساسي بصدق، أو موضوع حدث لي بصدق خصوصًا للأشخاص الذين في الجامعة، ودائمًا يراودني إحساس بأني الإنسانة الغنيّة، وأني ملزمة بأن أظهر حالتنا الغنية، وأحيانًا أحب التواضع.
دكتور قد يكون هناك انفصام! علمًا أني في فترات أكون إنسانة واعية، ولا يهمني من حولي، وقد تكون أهدافهم ليس لها مستقبل، مقتصرةً على اللهو، ومرات أخرى أتجه لتفكير غيري.
خامساً: ليس لها اسم، فردَّة فِعلي تتأثر بمن حولي، فمثلاً عندما أكون جالسة، وكنت متضايقة من أمرٍ معيّن، لا أقوم إلا إن وُجد شخص وقام، فأتجرأ بردَّة فعلي وأقوم، يعني أن ردّة فعلي محصورة بمن حولي.
دكتور، وأنا أتكلم أدركت مدى ضعف شخصيتي، علمًا بأني ذكية ولكن ... أحياناً أستحقر نفسي، أنا فعلاً مُشتّتة.
وهناك مشكلة أخيره وهي: أني كنت معجبة بأستاذة؛ بسبب شخصيتها، ولكن لا أبين إعجابي ومحبتي لها، وسبب إعجابي بها مبنيّ على جمال شخصيتها المرحة، ومقتصر على نجاحاتها فقط، يعني - محبة أخوية - وكنت أبيّن لها بنظراتي بأنه لا تهمني مسألة الكره وعدم المحبة.
وهي مشاعر عكس ما أخفيه من الداخل، المشكلة هنا يصعب أن تعامل شخصا تحبه بالكراهية.
لا أدري لماذا فعلتها؟ ولكن قد يكون لأنه لا توجد لدي الثقة بأن أبين احترامي ومحبتي المحترمة، فشككت بأنها تفهمني خطأ؛ بسبب زماننا المليء بمشاكل الإعجاب، وما يتبعه من أمور.
أرجوك ساعدني؛ لأني متأكدة وواثقة بأنه لو استمرت مشاكلي، لن أكون مبدعة بمجال تخصصي.
أرشدني بالنصائح، والكتب التي يمكن أن تفيدني، علمًا أني لا أستطيع أن أذهب إلى طبيب نفسي.