السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تركتُ الدراسة لظروفٍ معينة؛ ولأن الله قد منَّ عليَّ بحبّ العلم، فقد انزعجتُ كثيرًا، خاصةً مع وجود ظروفٍ عائلية، ومرض أخي النفسي، ومنذ ما يقارب ثلاث سنوات، بدأتُ أشعر بعدم قيمة الحياة، وفكّرتُ حينها في إنهاء حياتي، لكنه كان مجرد تفكير، ولم أُقدم على أي محاولة، ونظرًا لمعرفتي بحرمة قتل النفس، بدأتُ أحرص أكثر على أداء الصلوات في وقتها، وأقرأ الكتب، وأنام مبكرًا، وأتجنب الحديث مع الناس قدر الإمكان، وأقوم بأداء أموري بنفسي.
قد يبدو هذا التغيير إيجابيًا، لكنه كان مدفوعًا برغبة داخلية في انتظار الموت، لا أكثر، كنتُ أُصبّر نفسي بأنني قد أموت قريبًا، كما غرقتُ في سلسلة من وساوس النظافة، ولم أخبر أحدًا بها، هذه الوساوس أحاول تجاهلها، وأحيانًا أُصاب بوساوس في العبادات، لكنني -ولله الحمد- أستطيع التخلص منها سريعًا.
لاحظ أخي -وهو أكبر مني بخمس سنوات- حالتي، وعلاقتي به طيبة، وكان –بعد عون الله– سببًا في ابتعادي مؤقتًا عن هذه الأفكار، ثم جاءت إجراءات السفر إلى دولتنا، فتقلّبتُ بين الحزن والأمل بعدم السفر، لكن الأمر انتهى بسفرنا دون إخوتي وأبي وأمي، إذ كنتُ فقط مع أخواتي وعمّتَيّ.
وهنا، خفّت الوساوس كثيرًا -والحمد لله- وكنتُ أقول: "ربما إن تغيّرت حياتي، سأكون بخير" عدتُ للدراسة في دولتنا، لكن الشعور ذاته ظلّ موجودًا، مع شعور بعدم الراحة، لم أكن أشتاق لعائلتي، رغم أنني أحبهم، وبعد نحو ثمانية أشهر، عدتُ إلى عائلتي -ولا تزال أختان لي في دولتنا-، غالبًا ما تكون لدى عائلتي رغبة في الخروج، لكنني لا أرغب بذلك -وهذا أمر ليس بجديد- وأمي ترفض الخروج من دون أحد منا، أحيانًا أذهب معهم، وينتهي بي الأمر نادمة، متمنية لو لم أذهب، وفي أوقات كثيرة لا أخرج معهم، أشعر بالحزن فجأة دون سبب، وأفقد الاهتمام بالأشياء من حولي، ولا أملك رغبة في الاستماع أو الحديث مع أحد.
كنتُ أبالغ في القلق بشأن أمرٍ ما، لكنني صرتُ أتجاهله، ولم أعد أقلق حياله، رغم أنني أعلم أن مجرد التفكير فيه يعيد القلق، ولا أكون -في غالب الأمر- راضية عن صلاتي، أشعر أنني غير خاشعة، ولا أتذكّر السور التي قرأتها، وعند قدوم الصلاة التالية لا أتذكّر ما الذي صليته، وما هي هذه الصلاة الآن.
هل هذه مشاعر طبيعية؟ جزيتم الجنة.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

