الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما السبيل للتخلص من الرهاب والمخاوف والتعرق الشديد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 21 سنة، حالياً أكمل دراستي الجامعية، ولكني منذ أن كان عمري 15 سنة وأنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، والخوف من الأشخاص، حتى تطور الأمر، فقد فقدت ثقتي بنفسي! وأشعر بغثيان شديد مع تعرق شديد في الوجه عند التكلم مع الآخرين أو الغرباء أو عند مواجهة الناس.

أنا إلى هذه اللحظة لم يعرف أحد بما أعاني، لأني لم أجرؤ للإفصاح عما في داخلي، كما أني لم أتعاط أي دواء ولم أقم بزيارة طبيب نفسي.

أرجو منكم المساعدة، لأني تعبت من هذا الأمر، وأتمنى أن أجد الحل بأسرع وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله أن يتقبل طاعتكم .

رسالتك مقتضبة ومختصرة لكنها جيدة ومعبرة، وأوضحت فيها المعالم الرئيسية لشكواك، وهي تدل بالفعل أنك تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة من الرهاب الاجتماعي.

الرهاب الاجتماعي قطعاً يتم علاجه بواسطة الأطباء النفسيين، فإن تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي هذا جيد وأحسن، وإن لم تتكمن فالتوجيهات التي ننصح بها: أن يتجاهل الإنسان هذا الخوف، وأن يحقره، وأن لا يتبعه أبداً.

المخاوف تجعل صاحبها يعتقد أنه سوف يفشل أمام الآخرين، لكن هذا غير صحيح، أرجو أن تلم بهذه المعلومة، لأنها هامة، وهذا نسميه بتصحيح المفاهيم حول المخاوف الاجتماعية، بمعنى أن تجربة الخوف هي تجربة ذاتية داخلية تحس بها أنت فقط، ولا أحد يلاحظ عليك أي شيء، لا ضربات في القلب ولا تعرق ولا تلعثم ولا دوخة، ولا أنك سوف تسقط أرضاً، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى التعامل مع البشر يجب أن يقوم على الاحترام والتقدير، لا على الرهبة والهيبة منهم، فهم في نهاية الأمر بشر تنطبق عليهم كل ما ينطبق على أي إنسان، انقل نفسك إلى هذا النوع من التفكير، سوف يفيدك إن شاء الله تعالى.

خط العلاج الثالث هو الحرص على التفاعلات الاجتماعية الجماعية المفيدة، ومن أهمها حضور صلاة الجماعة، والصلاة في الصف الأول، والمشاركة في حلقات التلاوة، ممارسة الرياضة الجماعية، مشاركة الناس في مناسباتهم، الانخراط في الجمعيات الثقافية والاجتماعية والخيرية، خاصة على النطاق الطلابي، المشاركة الجادة في الفصل الدراسي، هذه كلها -إن شاء الله- بالتدريج تجعلك بالفعل تتخطى هذه المخاوف.

الخطوة الرابعة هي: أن تطبق التمارين الاسترخائية، فهي مفيدة ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت الرقم(2136015) أرجو أن تتبع التوجيهات الموضحة فيها، سوف تفيدك كثيراً إن شاء الله تعالى.

الجزء الأخير في العلاج هو العلاج الدوائي، وأعتقد أنه مهم جداً، لأن الأبحاث تدل على أن المخاوف الاجتماعية لديها علاقة بالناقلات العصبية الموجودة في الدماغ، قد يحصل هنالك اضطراب في مادة تسمى بالسرتونين، ومن خلال تناول الأدوية يتم تصحيح مسار هذا الناقل العصبي، وهذا ينتج عنه إن شاء الله تعالى الشفاء والتعافي.

من الأدوية الجيدة التي نعتبرها مفيدة لك عقار يعرف باسم (باروكستين) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجارياً زيروكسات، وأنت محتاج إلى جرعة صغيرة من هذا الدواء، ابدأ بعشرة مليجرام، أي نصف حبة تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة يومياً تناولها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا من الأدوية الجيدة والرفيعة جداً والمفيدة جداً وغير الإدمانية.

نسأل الله تعالى أن ينفعك به، أيها الفاضل الكريم في نطاق الحياة العامة اجتهد في دراستك وأفلح في إدارة وقتك، وكن حريصاً على عباداتك لربك، هذا أيضا إن شاء الله تعالى يدعم كفاءتك الاجتماعية، ويطور من مهاراتك مما يجعلك تتناسى هذا الخوف تمامًا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً