الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والاكتئاب والمعاناة مع المرض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: بارك الله فيكم وجزاكم خيراً على رحابة صدركم ومحاولاتكم مساعدة الناس، والإجابة على جميع الأسئلة.

قصتي كالآتي: سنة 2009 مرضت باكتئاب ووصف لي الطبيب دواءين: Rosal Fluoxetine 20mg ( حبة واحدة بعد الغداء ) وApo-Amitriptyline 25mg ( قبل النوم ) وتحسنت حالتي كثيراً -ولله الحمد- بعد فترة قصيرة، وواظبت على استهلاكه مدة 7 أو 8 أشهر ثم انقطعت عنه من تلقاء نفسي، وبعد مدة أصبحت أعاني من الوساوس الفكرية المزعجة خاصة تجاه خطيبتي وهي الطاهرة العفيفة، فرجعت لطبيبي ووصف لي ما وصفه أول مرة، وتحسنت فعلا وكالعادة بعد 8 أشهر تقريباً انقطعت.

وفي الصيف الماضي تشاجرت مع خطيبتي وانفصلنا وعاودني الاكتئاب والقلق والتوتر وعدم الرغبة في الأكل، بل في الحياة، وعدت لاستهلاك نفس الدواء بعد ذهابي للطبيب -ولله الحمد- تحسنت وأصبحت شخصيتي أقوى، وبدأت في نسيانها، ولكن منذ مارس 2012 وأنا أعاني من تسارع كبير لدقات القلب، وعدم رغبة في الأكل، وصعوبة في التجشؤ -أكرمكم الله-.

علما بأني مرضت بالقولون العصبي قبل سنتين قبل الاكتئاب، ثم أصبحت أشعر بتوتر شديد وقلق وتقلب في المزاج دائما لا يوصف، فذهبت للطبيب في أواخر شهر جوان 2012 ولكنه وصف لي دواء جديدا وقال إنه سينفعني ويزيد من قابليتي في الأكل ويصرف القلق، وهو Raxidone 2mg حبة وحدة ليلاً، ولكن المدهش ما إن تناولت أول حبة حتى زاد من قلقي ودقات قلبي، وأصبحت لا أرغب لا في الأكل ولا في الشرب ما حول حياتي عذابا (ولله الحمد على كل حال).

واستمريت على حالتي هذه 4 أيام واتصلت بالدكتور فقال بأن أضيف Lysanxia 10mg حبة بعد الغداء وحبة في الليل، فكانت المصيبة أن زاد الطين بلة، وأصبحت أشعر بعوارض الاكتئاب التي جاءتني عام 2009 مع توتر شديد وقلق لا يوصف، وتسرع لدقات القلب غير عادي، ونفور، وعدم أكل، وزد على ذلك أني أشعر بعد استخدامهما معاً بالفشل الجسمي الكلي، ونوم شديد، ونفور كلي من كل شيء، وأحس كأني مخدر، ذهبت لطبيب آخر ووصف لي أولا Temesta 2.5mg حبة ليلا ونصف نهار، ولكن لم أستطع لأنه سبب لي النعاس والفشل، فخفض لي الطبيب الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً، وكذلك Tegretol 400mg نصف حبة ليلاً لثلاثة أيام، ثم حبة كاملة في الليل يومياً.

تحسنت بنسبة 20% في ظرف 6 أيام، ولكن بعدها رجعت لأعاني كما قبل، وأهم العوارض التي تعذبني هي التسارع الرهيب لدقات القلب، علما بأني ذهبت لطبيب قلب، وقال أن قلبي سليم وإن هذا نفسي، والنفور وفقدان الشهية حتى الآن في رمضان.

وقبل أن أنسى عانيت في هذه الفترة من وجود الرغبة في التقيؤ الدائم -أعزكم الله- خاصة عند التدخين فبدل لي الحكيم Tegretol 400 mg ب Depakine Chrono 500mg ومعهم Apo-Amitriptyline 25mg ولي الآن على العلاج منذ بدأ 23 يوما، فهل من أمل في التحسن -إن شاء الله- والعودة للحياة الطبيعية؟

أفيدوني بارك الله فيكم، فقد سئمت نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فيظهر أن حالتك حالة من حالات القلق الاكتئابي البسيط، وكانت استجابتك متميزة جدًّا لعقار فلوكستين وكذلك إميتربتلين، ومن ثم انتقلت إلى مجموعة أخرى من الأدوية لم تكن بنفس الفعالية والجودة بالنسبة لك، والذي فهمته من رسالتك أنك الآن تتناول التجراتول والدباكين كرونو، وهذه الأدوية مثبتة للمزاج حقيقة، لا أعرف إن كان التشخيص في حالتك قد أخذ منحى آخر، وهو أنه ربما يكون لديك شيء مما يسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا يُقصد به أن مزاج الإنسان يكون مكتئبًا في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى قد يحدث نوع من الانشراح، وهنا يثبت المزاج من خلال هذه الأدوية، وهي أدوية ممتازة وسليمة وفاعلة جدًّا.

الإميتربتلين يمكن أن يُضاف للتجراتول والدباكين في حالة أن القطب الاكتئابي كان هو الأقوى أو يوجد اضطراب في النوم مثلاً، لكن هنالك محاذير معينة في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهو ألا تُعطى جرعات كبيرة من مضادات الاكتئاب، وذلك لسبب بسيط، وهو أن هذه الأدوية قد تدفع الإنسان نحو القطب الانشراحي، وهذا بالطبع يمثل مشكلة أساسية أيضًا.

عمومًا لا أريد أن أخوض معك في فنيات كثيرة، لكن من المهم جدًّا أن تستبصر عن تشخيصك الآن، فأنت تتناول دواءين رئيسيين من مثبتات المزاج، وهذه الأدوية لا تُعطى إلا في حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا تشخيص يختلف تمامًا من القلق الاكتئابي الذي ظل يلازمك.

فإن كان التشخيص هو على هذه الشاكلة – أي اضطراب وجداني ثنائي القطبية – فأنا أقول لك أن هذه الأدوية أدوية ممتازة وأدوية فاعلة، وإن شاء الله تعالى سوف تتحسن حالتك وترجع لوضعك الطبيعي، لكن من المهم جدًّا أن تكون هنالك متابعة منتظمة مع الطبيب، فربما تحتاج أن تقابل طبيبك مرة واحدة كل شهرين أو ثلاثة، وذلك بعد أن تستقر حالتك.

وفي ذات الوقت يجب أن تؤهل نفسك اجتماعيًا ومهنيًا، وذلك بأن تواظب على عملك وأن تحاول أن تطور نفسك، وأن يكون لك تواصل اجتماعي جيد، حسن إدارة الوقت لا شك أنها إضافة جميلة جدًّا لتغيير نمط الحياة، كما أن ممارسة الرياضة هي من المتطلبات الأساسية ليهنأ الإنسان بصحة نفسية وجسدية ممتازة.

لا تسأم نفسك أبدًا، أنت الحمد لله لديك أشياء طيبة إيجابية كثيرة في حياتك، وهذه العلل النفسية أصبحت الآن تعالج وبصورة ممتازة جدًّا، وذلك بفضل الله أولاً، ثم بالاكتشافات الدوائية الممتازة والرائعة جدًّا، علمًا بأن بعض الأدوية الجديدة الآن أصبحت تظهر أيضًا ويقال أنها أكثر فعالية، ونعتقد أن المستقبل يحمل بشريات كبيرة جدًّا، فلا تسأم ولا تيأس.

أسأل الله أن يعافيك في هذه الأيام الطيبة، وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله طاعاتكم، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا توفيق الطرابلسي

    السلام عليكم
    اوصيك اخي بالرقية الشرعية والاستماع الى صورة البقرة والمداومة عليها .. فانني اصبت بما اصبت به انت وصرف لي دواء أميتربتلين مع الروكسانت ( على ما اعتقد) ولكن بمواضبتي على الرقية الشرعية واذكار الصباح والمساء وسماع صورة البقرة كل يوم .. شفيت تماما والحمد لله ..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً