الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالقلق إذا لم أعرف أنواع السيارات وأرقامها.. فهل أحتاج لدواء؟

السؤال

السلام عليكم.

في البداية جزاك الله خيرا يا دكتور, أنا كنت قد استشرتك سابقا في استشارة 2129890, وبدأت في تناول علاج يسمى purlex 10mg,20mg وهو بنفس تركيبة السيبرالكس التي وصفتها لي، وعلى حسب الجرعة، والمدة الزمنية التي وصفتها وأنا أتناوله منذ 6 أشهر, -الحمد لله- هناك أعراض مثل ما ذكرت لك سابقا مثل القلق من الجو الغائم، أو سفر صديق، أو قريب لي إلى منطقة بعيدة قد اختفى بشكل كبير، ولكن ليس تماما, ولكن شعوري بالقلق والمخاوف عند ذهابي أنا إلى منطقة بعيدة ما زال موجودا.

وأيضا ظهر عرض جديد، وغريب هو أنني أتابع السيارات التي تمر من الشارع الذي أسكن فيه، وأريد معرفة أنواعها، وأشعر أنني سوف أتوتر وأقلق إذا لم أعرف نوع السيارة التي مرت أو رقم لوحتها، وذلك ليس لحبي للسيارات، ولكن نوع من القلق أنني إذا أردت أن أرى صاحب تلك السيارة إن يستدلوا لي عليه من رقمها أو نوعها فقط لا غير، وهو بصراحة شعور غريب جدا، وكله فقط حتى لا أقلق.

وكذلك رؤية أشخاص في منطقتي أيضا ينتابني نفس الشعور السابق, بصراحة ظهور هذه الأعراض، وكأنه ألغى اختفاء الأعراض الأخرى لأنني لم أتخلص من هذه الحالة التي أنا فيها, خلال فترة العمل والخروج مع الأصدقاء أنسى تقريبا هذه الأمور, لكن عند وقت الفراغ أو الراحة تعود، وأنا أعمل جاهدا على تحقيرها ونبذها ولكن أحيانا يكون هناك شعور قوي يجعلني لا أستطيع مقاومتها، وكأنه شيء خارج عن إرادتي تماما، وهو شعور للحظات يأتي، ويختفي عدة مرات.

فهل أنا بحاجة لدواء آخر مع هذه الدواء أو ما الحل؟

جزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن البيرولكس هو الإستالوبرام، وكما ذكرت نفس تركيبة السبرالكس، وهو منتج محلي أردني، وهو ممتاز جدًّا وفاعل جدًّا.

حالتك تحسنت بعض الشيء، وهذا شيء مفرح، وإن شاء الله تعالى سوف يستمر هذا التحسن.

الأعراض التي تعاني منها الآن وهي أنك تريد معرفة أشياء بعينها وتؤمن أنت بهذا الذي تقوم به أنه ليس أمرًا مطلوبًا، ولكنك تحس بالارتياح وإزالة القلق حين تقوم به؟ .. هذا وسواس، ولا شك في ذلك.

الفكر الوسواسي القلقي يكون على هذه الصيغة، وأنت حاولت جهدك أن تحقره، وأن ترفضه، لكن لم يحدث تحسن، وأنا أقول لك يجب أن تستمر في التحقير وفي التجاهل، وأقصد ألا تنظر إلى أرقام السيارات، كرر ذلك عدة مرات، في بداية الأمر سوف يكون هنالك قلق، لكن بعد فترة سوف يختفي هذا القلق، ركز على جزء آخر من السيارة، قل مثلاً (سوف أنظر إلى ألوان السيارات بدلا من النظر إلى أرقام ألواحها) هكذا، وبعد فترة قل (سوف أنظر إلى إطارات السيارات) فإذن الخروج من النمط الروتيني الوسواسي والطقوسي هو من الأشياء التي تهز الوساوس وتجعلها أكثر هشاشة مما يعني اختفائها، إذن التجاهل هو المطلوب جدًّا في حالتك.

مواصلة الرياضة وتمارين الاسترخاء أيضًا مهمة جدًّا، وإدارة وقتك بصورة جيدة إن شاء الله تعالى فيه فائدة كبيرة لك، خاصة أنك ذكرت أنك تستفيد كثيرًا حين تكون مشغولاً.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هذا الدواء الذي تتناوله ممتاز، لكن لا مانع من أن يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار فافرين والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) دراسات كثيرة جدًّا أشارت أنه مفيد ومدعم جدًّا لعلاج الوساوس، والجرعة المطلوبة هي أن تتناول خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم خفضها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الفافرين واستمر على البيرولكس بنفس الطريقة التي وصفها لك الطبيب، والاستمرارية في الدواء مهمة جدًّا، والانقطاع عنه هذا ليس صحيحًا، لابد أن تُكمل الدورة العلاجية الدوائية حتى يتم البناء الكيميائي بصورة صحيحة، وهذا إن شاء الله تعالى يؤدي تمامًا إلى زوال الأعراض التي تعاني منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نشكرك كثيرًا على تواصلك وثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً