السؤال
السلام عليكم.
والدتي عمرها في الستينات، تعيش مع والدي فقط، وجميعنا متزوجون، قبل بضع سنوات أصبحت تأتيها حالة كل أربعة أشهر تقريبًا، وتستمر لمدة ثلاثة أسابيع أو أربعة، ثم تعود لحالتها الطبيعية.
الحالة تتمثل في: أفكار تسيطر عليها بأن هناك من أقاربها من يتآمر عليها، ويريد لها الشر، وأنهم يريدون تزويج والدي بأخرى، وتبدأ تشتكي للوالد، وتحذره من أنهم سيجبرونه بالزواج من فلانة التي تصغره بأربعين سنةً، وتفسر كل حركة يقوم بها هؤلاء الأقارب، بأنها مقصودة لإذلالها وإهانتها، والوالد هو من يخبرني بشكوكها، وأنها تشك حتى بأقرب الأقربين لها، وقد حاول والدي تهدئتها، والتحدث معها بلطف، وطمأنتها تارةً، وأحيانًا بالشدة والغضب تارةً أخرى، ولكن بلا جدوى؛ فهي متأكدة من شكوكها، وتغضب إذا قال لها: إنها وساوس من الشيطان، وللأسف تقول: إنها ترى بالمنام أحلامًا تؤكد لها صحة هذه الظنون، وأن ما تتحدث به هو الحقيقة، ولا يحق لك تكذيبي.
أما نحن فلا تتحدث إلينا أثناء هذه الحالة، وإذا كلمناها عبر الهاتف ترد باختصار، وتنهي المكالمة سريعًا، ويظهر عليها التعب، والإجهاد، وكثرة التفكير، وأصبحت أخشى من التحدث معها كثيرًا أثناء حالتها؛ حتى لا تفسر كلامي تفسيرًا خاطئًا.
في البداية كنت أظن أن ما تقوله حقيقي، وأن هؤلاء فعلاً يريدون تزويج والدي بالإكراه، لكن عندما بدأت تتكلم بأحداث وقصص أخرى، أنا أعلم يقينًا أنها لم ولن تحدث، أصبحت متأكدةً بأن ما تقوله مجرد أوهام، أو وسوسة سيطرت عليها، وأكدت لها ذلك أحلامها التي تراها بالمنام.
هذه الأيام بدأت تخبرني شخصيًا ببعض ما تفكر فيه؛ بغرض مساعدتها في إقناع والدي بالعدول عن فكرة الزواج من أخرى، وتتصل علي بأوقاتٍ مختلفة، فهي لا تكف عن التفكير بهذا الموضوع ليلاً ولا نهارًا، وأحاول مجاراتها، وتصديقها، وأدعوها للدعاء إن كانت حقًا مظلومة، وأن تلتجئ إلى الله؛ فهو خير معين، وطمأنتها أن الوالد غير راغب بالزواج، وأنه متضايق جدًا من هذا الموضوع، ولكنها تلتزم الصمت، وكأن كلامي لا يعجبها، فما هذه الحالة التي تعاني منها؟ وهل ستعود لحياتها الطبيعية؟ وهل نجاري شكوكها حتى لا تغضب، أم نقول لها بأن ما تفكر به مجرد أوهام؟