السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة، بفضل الله جالسة في بيتي ولا أخرج إلا للمسجد، أريد بهذا أن أتفرغ للعبادة وللتقرب إلى الله.
أعاني من مشكلة تقلب المزاج، وعدم الاستقرار على حال مع الله، مثلا تكون حالتي الإيمانية في الصباح عالية، ثم تسوء بعد الظهر وتعود في الليل .. وهكذا، وأمر بعدة تقلبات يومياً، وهذا يقلقني جداً ويضيق صدري، ويهز من ثقتي بنفسي، ولا أخفي عليك، أني إذا أحسست بهذا الضيق أفقد حضور قلبي، فتحصل لي حالة من فتور مؤقت عن النوافل خوفاً من عدم حضور القلب، وخجلا أن أقابل الله على هذه الحال؛ لأني مثلاً إذا لم أخشع في الصلاة أحبط وتزداد حالتي سوءًا.
فهل من الممكن أن يكون السبب هو المراهقة، لأني أجهل سبب التقلب، وقد انزعج من أبسط الأمور كفعل أي نشاط آخر غير العبادات، أم ماذا؟
هناك مشكلة أخرى، هو أني لا أحس بأية مشاعر نحو أمي، وهي لا تحسن معاملتي غالباً، ولا أرى فيها القدوة، وهذا جعل معاملتي لها غير جيدة، أحاول الكظم ولا أجد حلا، وضعنا يشعرني بالذنب، وأخشى أن يكون وراء هذا كبر أو ما شابهه.
أرشدني جزاك الله خيرا إلى كيفية التصرف لأني لست مرتاحة لما أنا عليه.
بارك الله فيكم.
ومشكلتي الآخرى هي أني تركت هذا العام الدراسة بسبب الاختلاط، وبعد عناء في إقناع والدي، ولكنهم إلى الآن مترددون ويفكرون في احتمال إرجاعي العام القادم، والسبب أنهم يخافون من وضعنا في تونس، ويقولون أن مجتمعنا لا يقبل مثل هذه الأفكار، وأني سأتعب كثيراً في العيش بسبب مستواي الدراسي، خاصة وأني لم أتحصل على شهادة "البكالوريوس" على الأقل، إضافة إلى معارضة جميع أقاربي لأني كنت من المتميزات وزعمهم أن هذا هروب وقلة إيمان.
وأنا لا رغبة لي في العودة إلى ذلك الإحساس بالإثم والذنب، ولا طاقة لي في العيش في محيط مختلط بتلك الصفة، ولا حتى الدراسة أصلا، وخاصة أن ذلك يؤثر على ديني ونفسيتي بصفة رهيبة، كما لا أرتدي النقاب لأنهم يمنعون ذلك في مدارسنا، أنا متيقنة أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وأتمنى خدمة الدعوة في تونس بعد طلب العلم، خاصة وإن الدين هنا في حالة نشتكي إلى الله منها، وليس لدي أية مخاوف بخصوص المستقبل، بل بالعكس، فالله كافيني.
وهذه الاستشارة تلبية لطلبهما، (فأرجو من فضيلتكم مخاطبتهما والتعليق على ما قلت).
جزاكم الله عني خيرا، وزادكم علما.
والسلام.