السؤال
أنا عمري 35 عامًا، جامعي، ومتزوج، ولدي أولاد.
مشكلتي تبدأ وأنا صغير، فلست أعلم ماذا أريد أن أكون؟ وليس لدي هدف محدد أسعى له، فمثلي مثل شباب كثير، حتى بعد تخرجي من الجامعة، فالحياة والظروف هي التي تسيرني رغمًا عني! بدأت الحياة العملية بالفعل، وهي من المهن الحرة المحترمة، وكنت أحس أن زملائي أفضل مني في العمل نفسه، ومرت السنين على هذا الحال، وسافرت إلى الخارج للعمل، وكنت وما زلت أعاني من صعوبة في التعامل مع الناس، أحس أن الناس لا تقدرني ولا تحترمني، ولو بتصرفات سلبية.
بحثت في نفسي: هل أنا مقصر في العمل؟ هل أنا أسيء لأحد؟ أجد الإجابة: لا، بل أنا أظلم نفسي أحيانًا كثيرة في سبيل الآخرين، ولا أحد يفهم ذلك، ولا يقدر ذلك، لدرجة أن أحيانًا كثيرة أجد نفسي سهلًا سهلًا بالمعنى السيء (أقصد أني أكون هشًا عند الناس)، مع أني أستطيع فهم ما يدور حولي جيدًا، وفهم الأشخاص جدًا بشكل صحيح، ولكن لا أستطيع التعامل معهم، فسألت نفسي: لماذا لا أستطيع التعامل معهم؟ فأجد الإجابة: حتى لا يصدر عني لفظ يخلق مشكلة في عملي أو حتى لا يغضب أحد مني، أو خوفًا من جرح شعور الناس.
والمشكلة الكبرى أني أنسى تفاصيل مهمة جدًا متعلقة بالموضوع الذي نتناقش فيه؛ مما يجعلني ضعيف الحجة.
فأنا أحس أني فاشل في عملي بسبب التعامل مع الناس في العمل، فأحس أني ضعيف الشخصية، وفاقد الثقة في نفسي، وإن كنت أتظاهر بغير ذلك، فلا أستطيع مواجهة الناس بالشكل المطلوب، وحتى وإن كان الحق معي؛ فلا أستطيع الكلام ولا التفكير، لدرجة أن الشخص الذي يواجهني ممكن يغلط في شخصي ولا أنتبه، ولا أرد عليه، وبعد الانتهاء من الجدال؛ أبدأ بالتفكير مع نفسي، ألوم نفسي بشدة؛ لأني فاشل، ولا آخذ حقي أو أدافع عن نفسي، ولكن قضي الأمر.
وعندما أحاول التكلم مع الأشخاص؛ أجد نفسي مثل الأخرس، أنسى كل شيء، ولا أستطيع التفكير، فرد فعلي بطيء جدًا، حتى في حقوقي المادية أخجل أن أطالب بها.
ساعدوني في حل المشكلة، فأنا مدمر نفسيًا.