السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رغم عجزي عن شكركم إلا أن جهودكم المثمرة التي تدخل السرور على قلوب إخوانكم المسلمين توجب علي ذلك، وكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دَيناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام، وإن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كما يُفْسد الخلُّ العَسَل) رواه ابن أبي الدنيا وحسَّنه الألباني.
أسأل الله العظيم أن يديمكم على ما أنتم عليه، ويجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم تلقونه سبحانه .
أخي الكبير عمره 25 سنة، وهو عاطل عن العمل، ولا يشعر أبداً بالمسؤولية، وهو على هذه الحال منذ ما يزيد عن سنتين، يقضي معظم وقته في غرفته، وإذا عاتبته أمي لعدم عمله يصرخ قائلاً (اتركوني وشأني، لا أريد أن أتزوج) تقول له أمي إنه لم ولن تتحمل أو تشعر بالمسؤولية، ويرد ( لا أريد أصلاً أن أشعر بالمسؤولية ) إذا وجد عملاً فإنه يتركه بعد فترة قصيرة، يقضي معظم وقته في غرفته على الكمبيوتر، يشاهد المصارعة ويتابع الناس على الفيسبوك، ويقرأ عن أعشاب ووصفات تفيد الجسم أو البشرة، فيقضي وقته بتطبيقها.
دائماً يختلق الأعذار حتى على أتفه الأمور، ودائماً يعلق على الطعام، هذا مفيد للجسم، وهذا مضر للبشرة ووو..الخ، وهو معجب جداً بشكله الخارجي، ويحب أن يمدح لذلك.
يصرف جزءً كبيراً على شراء الملابس، مع أنه بغير حاجة لذلك، وينظر إلى نفسه على المرآة لفترات طويلة وهو بلباسه الداخلي!
كل هذا لأعطيكم تصوراً بسيطاً عن شخصيته واهتماماته، وكيفية تفكيره، وأنا أرى أن عدم توفيقه ناتج عن عقوقه لأمي وأبي، فهو دائم الصراخ بوجه أمي وأحيانا الاستهزاء بها، وأبي يقول مع الصبر سيجد عملاً، وأنا أجد أنه لن يتغير هكذا!
ماذا تنصحوني الآن؟ أنا عمري 17 سنة، وأكره أن يكون أخي هكذا مثبطاً للهمة، أدعو الله أن يغيره ويغير أهلي للأحسن ويهديهم، ولكن ما العمل؟ ادعوا لي أن يوفقني الله في دراستي، فهذه آخر سنة قبل التحاقي بالجامعة، ويجب أن يكون تحصيلي مرتفعاً جداً حتى أستطيع تحقيق هدفي.
والله الموفق والمستعان .