الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف والقلق، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعزب أبلغ من العمر 23 سنة لدي مشكلة دائماً تؤرقني، وهي الخوف والقلق خاصة عندما أمر بموقف معين أجلس شهراًُ أو أكثر، لا أستطيع نسيان هذا الموقف وينتابني حالة خوف وقلق ووساوس وأحس أني أصبحت أكره المكان الذي مر علي فيه الموقف.

أيضاً مشكلة أخرى أني لا أستطيع النقاش وجهاً لوجه مع شخص ما، خصوصاً إذا اشتد النقاش أحس جسمي يبدأ يرتعش، وحتى كلامي يبدأ يضطرب حتى صرت أحياناً كثيرة أحب أن أبقى وحيداً بعيداً عن مخالطة الناس لكي لا أقع في موقف معين.

أريد حلاً لهذه الاضطرابات، وكيف أستطيع القضاء عليها، وأتمنى إذا كان فيه دواء معين تزودوني به لأني بصراحة أعاني كثيراً من هذه الحالات التي جعلتني أكره الاجتماعات، ومخالطة الناس وقد حاولت كثيراً في المقاومة، لكن بدون جدوى.

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو صهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي الكريم، هون عليك فحالتك بسيطة جداً وأنت تعاني من قلق المخاوف، والجزئية الرئيسية لمخاوفك هي درجة بسيطة إلى متوسطة من الرهاب الاجتماعي، الخوف الاجتماعي له أعراض نفسية، وكذلك أعراض جسدية وكذلك اجتماعية ودائماً الأعراض تكون متضخمة في نظر الإنسان وهذه عاقة رئيسية وكثير من الذين يخافون من التواصل الاجتماعي نسبة لاعتقادهم لأنهم يتلعثمون ويرتجفون أو أنه سوف يسقطون هذا الاعتقاد خاطئ تماماً مائة في المائة.

فيا أخي الكريم أنت لديك المقدرات وإن شاء الله تعالى ليس لديك أي نوع من الوهن أو الضعف النفسي إنما هي مجرت ظاهرة تتخطاه من خلال المزيد من الثقة في النفس والإصرار على المواجهة والمواجهة، وهذا من وجهة نظري هو العلاج الرئيسي.

بالنسبة للعلاج الدوائي مهم والأدوية فعالة جداً، لكن الإشكالية للذين لا يطبقون الإجراءات والتعليمات والعلاجات السلوكية قد تحدث لهم انتكاسات بعد التوقف من الدواء.

أخي الكريم كن حريصاً على الأخذ بالعلاج الدوائي والسلوكي، ومن أفضل الأدوية عقار زيروكسات وفي أمريكيا يسمى باكسيل، ويسمى علمياً باسم باروكستين ابدأ بجرعة عشر مليجرام، ولحسن الظن أمريكية متوفر بها حبة بها عشر مليجرام.

أما إذا كنت تقيم في بلد آخر فيمكن أن تتناول نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرام، تناولها ليلاً لمدة عشر أيام بعد الأكل، وبعد عشر أيام اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة شهر ثم بعد ذلك اجعلها حبة ونصف ليلاً لمدة شهر آخر، ثم اجعلها حبيتن يومياً بمعدل حبة صباح ومساء أو حبتين ليلاً.

استمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة ثلاثة أشهر بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة مساء لمدة أربعة أشهر ثم اجعلها نصف حبة أو عشر مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشر مليجرام.

استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوماًُ بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا من الأدوية الفاعلة والممتازة جداً وسوف تحس -إن شاء الله تعالى- بتغير كبير جداً في مزاجك ومقدرتك على التواصل مع الآخرين.

هذا التغير يبدأ تقريباً في ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بداية العلاج، الالتزام بالجرعة وتكملت فترة العلاج الدوائي وتدعيم بالعلاجات السلوكية هي من أهم وسائل الشفاء والتعافي إن شاء الله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً