السؤال
السلام عليكم.
دكتور محمد كيف الحال؟
أنا شاب عمري 29 سنة, أعزب, منذ طفولتي كنت طبيعيا, وكنت أحب الاجتماعية, والقيادة, والضحك, وحتى القاء النكت, لكن بعد سن الـ 14 عاما تغيرت كليا, تعرضت لموقف محرج جدا أمام الطلبة, وتكرر هذا الموقف في المدرسة وفي الحي؛ فأصبحت انطوائيا, وزاد خجلي كثيرا, ولم أعد أتكلم بتاتا إلا ما ندر, وأصبحت جليس البيت معظم الوقت, حتى أصدقائي آنذاك لاحظوا علي هذا التغير, فكنت أتهرب من الناس وأجتنبهم.
بعدها ضعفت شخصيتي بل انعدمت, شخصية -عصابية اعتمادية خجولة انطوائية-, أي شيء سلبي ينطبق علي -للأسف- هذا مما جعلني حزينا باستمرار, ومتشائما, وأنظر إلى الحياة نظرة سوداوية, حتى في الأعياد والمناسبات ورمضان أكون حزينا محبطا, لا أدري لماذا, رغم أني في داخلي إنسان عادي, يتمنى الخير لنفسه وللناس, لا طعم لحياة, لا استمتاع, غضب بسرعة, عصبية, أفكر كثيرا, ووساوس نفسية لا أستطيع التحكم بها.
أنا أحب القراءة, وكنت أقتني الكتب التي تهتم بتطوير الذات, والنظرة الإيجابية للنفس والحياة, والحمد لله أصبح لدي وعي ومعرفة, وتغيرت أفكاري السلبية إلى إيجابية ولو بقليل, ولكن لا زلت حزينا وخجولا لدرجة لا توصف, وقلق من أي شيء, حتى من خروجي للمسجد القريب, ومن لقاء الأقارب, حتى إنني لا أعمل, وأجد صعوبة بالغة في الاحتكاك مع الغرباء.
أنا إنسان أحب العمل, وأحب الحركة, أمارس الرياضة, وأي شيء فيه حركة أحبه, لكن مزاجي المكتئب الحزين أكل من نشاطي وحركتي, وكذلك الخجل والخوف والقلق الاجتماعي كل ذلك أعاقني بصراحة, وهذه حقيقة أعترف بها, أنا لا عمل لدي, لا زواج, لا أصدقاء, وكل ذلك بسببه.
سؤالي يا دكتور: أريد منك أن تشخص حالتي, وتصف لي دواء مناسبا لوضعي؛ لأني أجد صعوبة بالغة في الذهاب إلى طبيب بسبب الوضع المادي, لقد سألت عن اللسترال في صيدلية فوجدت سعره مناسبا, فهل تنصحني به؟ كيف هي طريقة استعماله للرهاب والاكتئاب؟ وإذا كان اللسترال غير مناسب لوضعي فما هو البديل؟ وإذا لم يكن هناك تحسن ملحوظ للسترال فهل ممكن إضافة دواء آخر مساعد مثل البرزواك, أو ماذا ترشح لي؟
وشكرا جزيلا, وبارك الله فيك وفي أهلك, وجزاك الله عنا وعن الإسلام خيرا.