الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أتجنب الاجتماعات خوفاً من ظهور أعراض الرهاب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 25 سنة، وأعيش في الدوحة مع زوجي.

أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأعاني من أعراضه الجسدية بشكل أكبر، مثل رعشة في اليد وفي الصوت ودقات قلب سريعة جداً.

أصبحت أتجنب الاجتماعات خوفاً من ظهور هذه الأعراض علي! وسمعت عن (اندرال) أنه يمنع ظهور هذه الأعراض، هل هذا صحيح؟ وبالنسبة (لعشبة القديسين) ما رأيكم فيها؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ om mo3az حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الرهاب الاجتماعي هو نوع من قلق المخاوف، وقد يكون بسيطًا أو متوسطًا أو شديدًا، وفي بعض الأحيان يكون مصحوبًا بشيء من الوساوس أو نوبات الهرع، وربما يوجد اكتئاب ثانوي أيضًا.

الأعراض الجسدية هي من صميم الرهاب الاجتماعي، والخلفية العلمية لظهور هذه الأعراض الجسدية هو أن جسم الإنسان يُهيئ نفسه لمقابلة ما يخافه ويرهبه، ومن خلال الجهاز العصبي اللاإرادي يحدث إفراز لمادة الأدرينالين، وهذه تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وربما انشداد في الجسم وشعور بالدوخة والتلعثم وربما التعرق وربما الرعشة.

إذن هي عملية فسيولوجية نفسية بحتة، وليست خطيرة بالطبع لكنها تُزعج صاحبها.

من أهم وسائل علاج الرهاب الاجتماعي هو ما نسميه بالتغير المعرفي، وهذا يكون على مستوى التفكير، التفكير العميق، وهو أن يتأمل الإنسان في ذاته وفي مقدراته، وأنه ليس بأقل من الآخرين، وأنه ليس هنالك ما يجعله يرهب أو يخاف، فالإنسان هو الإنسان، ورحلة الحياة واحدة لجميع الناس مهما علت مناصبهم أو انخفضت، هذا التغيير المعرفي مهم جدًّا.

الأمر الثاني: وهو أن ما تحسين به من أعراض جسدية حقيقة هي مشاعر مبالغ فيها، أي هي في حجمها وفي كيفيتها أقل من حقيقتها، وهذه التغيرات والمشاعر لا يشعر بها من هم حولك، أو من هم أنت في مواجهتهم، هي مشاعر وتغيرات داخلية.

بالنسبة للعلاجات: الإنسان يجب أن يُكثر من المواجهات، والمواجهة تكون في الخيال وتكون في الواقع، وهذه هي الطريقة الصحيحة لما يسمى بالتحصين التدريجي.

بما أنك تعيشين في قطر، الحمد لله تعالى توجد وسائل طيبة جدًّا للتواصل الاجتماعي: زيارة الأرحام – إن وُجدوا – تواصل مع أصدقاء الأسرة، الحمد لله أنت تقيمين مع زوجك وأسرتك، فالتواصل الاجتماعي مهم. توجد أيضًا مراكز تحفيظ القرآن وأنشطة اجتماعية كثيرة جدًّا من خلالها - إن شاء الله تعالى – يرتفع البناء النفسي لديك وتتخلصين من هذه المخاوف.

بالنسبة للعلاج الدوائي: (الإندرال) دواء جيد جدًّا لعلاج نوبات الرهاب الاجتماعي، لكنه فقط يعالج الأعراض الجسدية، وفعاليته آنية – أي وقتية – لا يقطع الخوف على مستوى الدماغ أو الوظائف العقلية العليا.

لذا يجب أن يُدعم بأدوية أخرى، و(عُشبة القديس جون) لا بأس بها، لكن حقيقة فعاليتها أقل كثيرًا من الأدوية المستحضرة، ومنها (الزولفت والزيروكسات).

تناول (الإندرال) لا بأس به، والجرعة هي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر (مثلاً) ثم عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم يمكن تناول عشرين مليجرامًا ساعتين قبل المواجهات الاجتماعية، واحذري من تجنب المواجهات، هذا مهم جدًّا ووسيلة علاجية مهمة.

عشبة القديسين أو ما يسمى بعشبة عصبة القلب – كما ذكرت لك – لا بأس بها، لكن لا أعتقد أن فعاليتها ناجعة مثل فعالية الزيروكسات أو الزولفت أو السبرالكس، وبما أنك تتواجدين في قطر - أيتها الفاضلة الكريمة - فإن خدمات الطب النفسي متميزة جدًّا، يمكنك أن تذهبي إلى المركز الصحي وتتحصلي على تحويل، وتحضري للعيادة النفسية، وأنا متأكد أنك سوف تخضعين لبرامج علاجية ممتازة جدًّا.

بارك الله فيك، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً