الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أرق يأتيني في منتصف الليل، فما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من أرق في منتصف الليل، أي صعوبة في النوم! وأنا دائماً لدي تفكير وطبعي عصبي.

ما الحل؟ لأني لا أستطيع تحمل أكثر من هذا.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فرج حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن النوم في مثل عمرك من المفترض أن يكون نومًا جيدًا وعميقًا، ويُحس الإنسان بعد أن يستيقظ بأن طاقاته متجددة، ويستقبل الحياة بكل نشاط وإقدام.

هذا لا يعني أن اضطرابات النوم لا تحدث في عمرك، وإن حدثت فلابد أن نبحث عن الأسباب، والأسباب كثيرة، منها: اكتساب عادات غير سليمة، مثلاً: السهر لفترات طويلة ثم محاولة النوم مبكرًا، تناول المواد والأطعمة المثيرة، والميقظة مثل الشاي والبيبسي والكولا والقهوة وبعض الأجبان والشكولاتة.

النوم في أوقات غير سليمة، مثل: النوم في أثناء النهار لفترات طويلة – أو أن يكون المحيط الذي ينام فيه الإنسان غير مريح، مثلاً وضع التلفزيون في غرفة النوم، هذا يؤدي إلى الكثير من الخلل في تنظيم الساعة البيولوجية المسؤولة عن تنظيم النوم.

هنالك أسباب أخرى، هي أسباب نفسية، مثلاً: الاكتئاب النفسي، وكذلك القلق النفسي من أكبر مسببات اضطراب النوم، وبعض الأمراض العضوية، خاصة أمراض الروماتيزم.

الآلام الجسدية قد تؤدي أيضًا إلى اضطراب النوم، وبعض الذين يتعاطون المسكرات والمخدرات أيضًا يوجد لديهم اضطراب شديد في نومهم.

أيها الفاضل الكريم: في حالتك يجب أن تبحث ما هو الذي تغيّر في حياتك؟ ما هو الذي يجعلك تحس بهذا الأرق؟ هل هناك قلق؟ هل هنالك توتر؟ هل غيّرت من عاداتك وطريقة نومك؟ هل هناك ضغوطات نفسية عليك؟ هل هنالك هموم، مشاغل، عدم القدرة على التركيز وعدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة؟ وهكذا.

إذن ابحث في السبب وحاول أن تزيله، وبصفة عامة: وضع التشخيص أراه مهمًّا جدًّا في حالتك، وإن استطعت أن تذهب إلى الطبيب النفسي أعتقد أن ذلك أمر جيد ومطلوب، وسوف يكون مفيدًا بالنسبة لك.

وفي جميع الأحوال نصيحتي لك هي: أن تتجنب النوم في أثناء النهار، وأن تثبت وقت النوم ليلاً، وأن تتجنب السهر، وألا تتناول الأشياء التي ترفع من درجة اليقظة والاستيقاظ – وهي: الشاي والقهوة والمكونات الأخرى كما ذكرنا – وأن تكون في حالة هدوء واسترخاء، خاصة في الفترة التي تسبق النوم، وبمناسبة الاسترخاء لدينا في الموقع - إسلام ويب - استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك أن تتطلع عليها، وتستفيد من الإرشادات والتوجيهات والتعليمات الواردة بها، وتطبقها بالصورة الصحيحة.

لا بد أن تكون هادئ البال، وأن تركز كثيرًا على أذكار النوم، هذا مهم وضروري جدًّا.

بما أنك عُصابي وكثير التفكير؛ أعتقد أن تناولك دواءً مزيلاً للقلق ومحسنًا للنوم سيكون أيضًا أمرًا جيدًا، ومن الأدوية التي أُرشحها عقار قديم لكنه جيد جدًّا ومفيد جدًّا، ومتوفر تقريبًا في جميع دول العالم.

الدواء يسمى (إميتربتالين) هذا هو اسمه العلمي، وله عدة مسميات تجارية أشهرها (تربتزول) والجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسة وعشرون مليجرامًا، تناولها ليلاً ساعتين قبل النوم، وتستمر على هذا الدواء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعل الجرعة حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء سليم جدًّا، آثاره الجانبية قليلة، وتتمثل هذه الآثار الجانبية في الشعور بجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، لكنه دواء مناسب جدًّا، وتوجد أدوية أخرى كثيرة جدًّا، وأنا حقيقة لا أنصحك ولا أميل أبدًا لوصف أي دواء من أدوية المنومات، هناك مجموعة من الأدوية معروفة بأنها تُحسن النوم وبسرعة شديدة، لكن يسهل الإدمان عليها، هذه يجب أن نتجنبها.

أرجو أيضًا أن تُحسن من نمط حياتك، ابحث عن عمل، وحاول أن تواصل دراستك، لأن وضع الأهداف في الحياة مهم وضروري جدًا للاستقرار النفسي، والإنسان الذي تكون له أهداف في الحياة ويجتهد ويسعى لتحقيقها يحس بالرضا الداخلي، والرضا الداخلي هو قيمة عظيمة جدًّا، بل هو سمة من سمات السعادة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً