الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنام العصر وأستيقظ مرهقة ومزاجي سيئ!

السؤال

السلام عليكم.

أنام دوماً في العصر، لأني أرجع من المدرسة متعبة جداً، وحينما أنام أحلم كثيراً بأشياء واقعية حصلت معي، وأشياء تثير غضبي، وحينما أستيقظ من النوم أكون مرهقة جداً، وأستيقظ متأخرة ورأسي يؤلمني، ويكون مزاجي سيئاً للغاية، هذا الشي دائماً يحدث معي منذ أن بدأت المدرسة، وبتُ أنام العصر، وبسبب هذه الأحلام أصبحت أتجنب النوم كثيراً ، ولا أنام إلا حينما يتغلب علي النوم، حتى في النوم ليلاً، دوماً تأتيني هذه الأحلام حتى أصبحت لا أطيق النوم أبداً، وأصبحت تثير غضبي، أنا متعبة جداً من هذا الشيء وصلت لحالة الاكتئاب والإرهاق، حتى وأنا في كامل صحتي.

بسبب النوم بتُ أتاخر عن الصلاة كثيراً، حينما أنام أحس وكأنني يقظة، وحتى المنبه أستخدم أعلى الأصوات، وحينما يدق وأنا نائمة يكون في بالي أنه حلم، أريد حلاً لمشكلتي، أصبحتُ لا أطيق العيش أبداً، وخسرت أشياء كثيره بسبب نومي.

جل احترامي وشكري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أعتقد أن كل الذي تحتاجين إليه هو النظر في ترتيب صحتك النومية، أنت صغيرة في السن، ويعرف أنه في مثل عمرك يكون النوم جميلاً وعميقًا وصحيًّا، والنوم الجميل والصحي ليس بعدد ساعاته، لا يُقاس هكذا، إنما هو النوم الليلي الذي يستيقظ منه الإنسان ويكون نشطًا ومقبلاً على الحياة.

أنا أنصحك بالآتي:

أولاً: يجب تجنب النوم النهاري تمامًا، إلا لمن كان يصحو ويستيقظ فجرًا ويباشر عملاً، أو وظيفة، أو دراسة إلى الظهيرة، ينام القيلولة، هذا مهم، وهذا مطلوب تمامًا.

ثانيًا: نامي ليلاً في وقت مبكر، الساعة البيولوجية للإنسان -خاصة الصغار من أمثالك- تتطلب أن يكون النوم ليليًا ومبكرًا، لأن إفرازات المواد الدماغية المهمة لا تتم إلا من خلال النوم الليلي، هنالك مادة المليتونين ضرورية جدًّا لاستقرار الإنسان نفسيًا، ولتنظيم نومه، ولا تُفرز بصورة ممتازة إلا أثناء النوم الليلي.

ثالثًا: من الضروري جدًّا أن تمارسي أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة.

رابعًا: تجنبي شرب الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة، وكل الميقظات بعد الساعة السادسة مساءً.

خامسًا: تناولي وجبات خفيفة من الطعام خاصة في فترة المساء، الأحلام المزعجة سببها القلق والتوتر، وربما الأكل الدسم والمتأخر، أو النوم بعد الأكل.

سادسًا: من المهم جدًّا أن تكوني حريصة على الأذكار، ومن المهم جدًّا أن تكوني في حالة استرخاء كامل قبل النوم.

هذه هي الأسس والمعايير والركائز المهمة للنوم الليلي السليم والصحي، والساعة البيولوجية قد تستغرق وقتًا لتكون في مسارها الصحيح، أريدك أن تتابعي الجدول الذي ذكرته لك فيما يخص النوم، وبعد أسبوع إلى أسبوعين سوف تجدين بالفعل أن نومك قد أصبح جيدًا، عميقًا، وستستيقظين -إن شاء الله تعالى- لصلاة الفجر وأنت مُقدمة عليها وبأريحية وراحة بال، وتنطلقين ليومك الدراسي، وتكونين نشطة ومتفائلة.

هذا هو المهم وهذا هو المطلوب، وهذه هي الطريقة التي بالفعل يتحسن من خلالها نومك.

من الضروري جدًّا أيضًا أن تُحسني إدارة وقتك -هذا مهم-: شاركي أسرتك، أكثري من الأنشطة الجماعية مع زميلاتك، خصصي وقتًا للقراءة الأكاديمية وغير الأكاديمية، خصصي وقتًا للترويح عن النفس، وتجنبي النوم النهاري -هذا ذكرته لك سابقًا- وأذكره لك الآن، وأعتقد أنه سبب علتك الرئيسية.

أنصحك بالرياضة – مرة أخرى – فهي مفيدة، تقوي النفوس قبل الأجسام، وأنصحك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس المتدرج، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها، وتطببق ما بها من إرشادات، فهي مفيدة جدًّا، ولا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً