الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني مشاعر بأن الناس يستطيعون قراءة أفكاري، فما معنى ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من الناس من حولي أنهم يقرؤون ويسمعون أفكاري، ويحدث ذلك عندما أكون معهم، وقد شفيت على يديك يا دكتور في العام الماضي لفترة من الزمن، ثم ما لبثت هذه الأوهام أن عادت لي من جديد، وهذا رقم الاستشارة (2131668) فهل من الممكن أن أشخاصا عاديون -وليسوا بمشعوذين أو سحرة- يمكنهم الاستماع أو قراءة أفكار شخص آخر؟ هل هذا جائز؟ أم أنني أعاني من أعراض الفصام لا غير؟ حتى أنني أعتقد بأنني مسحور.

أرجو منكم يا دكتور أن تزودوني ببريد أحد المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض إذا كان ممكنا، لكي نتناقش في هذه الأعراض.

يا دكتور أيضا أعاني من اكتئاب -عادة- بعدما أحس بأن أحدهم قرأ أو سمع ما أفكر به، وهذه هي الأدوية التي أتناولها:

Risperdal 4 mg - Zyprexa 10mg.

وفي النهاية أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع، أحمد من جنوب ليبيا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أقدر لك كلماتك الطيبة وثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف، وأنا بالطبع سعيد جدًّا لتواصلك معنا، وسعادتي ازدادت حين عرفتُ أنك استجبت للعلاج في المرة السابقة، وأنا أقول لك -أخي الكريم-: الإنسان حين يأتيه الاعتقاد بأن الآخرين يقومون بالاطلاع على أفكاره أو قراءتها أو أنه مكشوف الفكر للآخرين، هذه علة مرضية، وهذه العلة تحدث عنها أحد العلماء الألمان ويسمى (اشنايجر)، وهو يعتبر مرجعية علمية كبيرة، تحدث عما يسمى بالاعتقاد بقراءة الأفكار أو نزعها أو إدخالها في العقل من قوة خارجية، اعتبرها جزءً أساسيًا ومعيارًا أساسيًا لتشخيص مرض الفصام. هذا حدث عام 1959، وبعد ذلك تطورت البحوث والفحوصات، وأؤكد ما قاله (اشنايجر) وهو أن هذا العرض عرض مهم جدًّا لتشخيص هذا المرض.

لا تنزعج للموضوع أبدًا، الحمد لله تعالى أنت الآن عرفت ما بك، وعلاجك صحيح، الزبركسا هو أفضل الأدوية التي تُعطى لعلاج هذا المرض، وكذلك الرزبريادال يعتبر من الأدوية الممتازة جدًّا، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لتناول الدوائين مع بعضهما البعض.

الأمر الآخر وهو المهم جدًّا: بجانب التزامك بالعلاج – وعلاجك بسيط لا تحتاج لأكثر من حبة أو حبتين في اليوم – أن تلتزم بالمتابعة، إذا تابعت طبيبك هذا سيكون لك فيه خير ومساندة نفسية علاجية كبيرة جدًّا.

المهم أيضًا – وهذا (حقيقة) يجعلني أركز عليه كأمر ضروري؛ لأني أريد مصلحتك – هذا الأمر هو أنك تحتاج لجرعة وقائية لمدة طويلة، حين أقصد طويلة لا أعني مدى العمر، لكن على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، أنت محتاج لأن تتناول هذه الجرعة الوقائية، وأنا على قناعة تامة أن هذه الأفكار سوف تضعف إلى أن تتلاشى.

الحمد لله تعالى هذه الأدوية الحديثة نعمة عظيمة جدًّا، حين بدأنا التدرب في الطب النفسي قبل أكثر من خمسة وثلاثين عامًا كانت الإمكانات محدودة جدًّا من حيث التشخيص، من حيث العلاجات المتوفرة، لكن الحمد لله تعالى الآن نحن في نعمة ونعمة عظيمة جدًّا.

فيا أخِي الكريم: أبشر بهذه البشرى، وأنا أؤكد لك أن تناولك للعلاج هو المحور الأساسي والجوهري لأن تعيش حياة طبيعية - بإذن الله تعالى – ولابد أن تؤهل نفسك من خلال الحركة الحياتية الدؤوبة، أن تجتهد في عملك، أن تتواصل اجتماعيًا، أن تمارس الرياضة، أن تكون بارًا بأرحامك، هذا يا - أخي الكريم – يساعدك من ناحية صرف انتباهك تمامًا عن مرضك، وأنا على ثقة أنك تحافظ على صلاة الجماعة – ففيها خير كبير – واجعل كتاب الله تعالى دائمًا بالقرب منك، فالقرآن مفرج للكرب وللهموم بإذن اللهِ تعالى.

أنا سعيد جدًّا بهذه الرسالة - كما ذكرت لك – وأسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يشفيك، وأنا مستبشر أنك ما دمت على علاجك فأنت قد أخذت بالأسباب والله تعالى خيرٌ حافظا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا احمد

    بسم الله .انا صاحب هده الاستشارة شكرا جزيلا يادكتور بفضل الله وفضلك تحسنت حالتي كتيرا .حتى انني قد تحصلت على عمل بعد ان كنت ارفض العمل بسبب هده المشكلة.الله يجعلها في ميزان حسناتك يادكتور .

  • تركيا عبدالله

    بلزبط

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً