السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أطلب استشارتكم لحاجتي الماسة إلى النصح بسبب الحزن والكآبة التي تسيطر علي حياتي.
منذ طفولتي وحياتي عبارة عن سلسلة من الاستهزاء من الآخرين، بسبب حجم أنفي، وشكلي، فكل من حولي أساء إليّ، حتى أمي؛ دعوت الله كثيرًا، لكني مؤخرًا فقدت الأمل في أن يتغير حالي إلى الأفضل، وفقدت حتى قدرتي على الدعاء، وإن دعوت الله أن يفرج همي لا أكون واثقةً في أنه سيستجيب لي.
في السنة الماضية أصبت بمرض سرطان الثدي، وصبرت، وأنهيت العلاج الكيماوي والأشعة -والحمد لله-، وأعاني كثيرًا بسبب التبعات النفسية للمرض؛ لأنني فقدت شعري، وعندما أنظر في المرآة أشعر بالمرارة والحزن العميق على حالي، وتمنيت كثيرًا لو لم يكن الانتحار محرمًا لأنهي حياتي وأرتاح.
أنا أقدر النعم التي أعطاها الله لي، ولكن الهم والحزن أتعبني، كل أمنيتي في هذه الحياة أن أجد زوجًا صالحًا يشاركني وحدتي، ويزيل عن عاتقي ما أهمني، ولكن من سيرضى بالزواج بي بعد أن يعرف بأمر مرضي؟
تعالجت، ولكن الفحوصات الجينية أظهرت بأني أحمل خطأً جينيًا سيزيد من خطر إصابتي بسرطان الثدي والمبايض في المستقبل، وأن أبنائي سيكونون معرضين للإصابة بالمرض أيضًا.
كما أن هناك احتمال أن أصاب بالعقم بسبب العلاج الكيماوي الذي أخذته، فمن سيرضى بالزواج بي بعد أن أصارحه بكل هذا، هذا إن تقدم لي شخص؛ فنحن نعيش في بلد أجنبي، وفرص الاختلاط تكاد تكون معدومةً.
فكرت أن أشغل نفسي بالقراءة والدراسة، وأنا أدرس الماجستير الآن، وبالرغم من جدولي الدراسي المشغول، إلا إن الألم يعتصر قلبي جل وقتي، وأفكر كثيرًا في حياتي ومشاكلي، فلا أقوى على إكمال واجباتي الدراسية.
أسرتي لا تقدم لي الدعم النفسي حتى أثناء مرضي؛ فقد كنت وحيدةً في معاناتي، غير أن أمي أظهرت القليل من الاهتمام، بينما والدي وإخوتي لم يهتموا بي أبدًا، وطلبوا مني ألا أخبر أحدًا بمرضي، فلم أفعل ذلك، ولم يقدموا لي الدعم، ولم يعطوا الفرصة لغيرهم كي يفعل ذلك، وأنا من دفع ثمن ذلك.
مشكلتي: أحس أني فقدت الأمل والثقة في الله، وهذا الإحساس يرعبني، ولا أريد أن تتأثر ثقتي بربي بسبب هذه الأمور الدنيوية، ولكنني لا أستطيع أن أسيطر على همي وحزني، والضغط النفسي الذي يسببه لي الآخرون أثر كثيرًا علي.
الكل يعاملني بطريقة وكأن ليس لدي مشاعر، ويجرحونني بتجاهلهم، ومقارنتهم الدائمة لي بأختي، لا أدري ماذا أفعل؟
أواظب على صلاتي، وقراءة القرآن، وأستمع إلى المحاضرات الدينية عن رحمة الله والصبر، ولكن لحظات اليأس أصبحت تسيطر على كل حياتي.
أرجوكم ساعدوني.