الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبح أخي عصبياً وينسى بسرعة بعد إصابته في حادث

السؤال

السلام عليكم.

أصيب أخي بحادث منذ فترة، وقعد 6 أشهر في المستشفى، وجاءت الضربة كلها برأسه، -والحمد لله- على خروجه من المستشفى، لكنه تغير بعد الحادث، صار يعصب كثيراً، ولا يتحمل الإزعاج، وينسي كثيراً، ونحن متأزمون وخائفون جداً أن لا يعود لحاله السابق، ويظل على هذه الحالة من النسيان، هل تتوقع أن يرجع مثل ما كان؟ وما هو الحل لحالته -الله يعافيك-؟

وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله تعالى الذي أغدق على أخيك بالعافية من هذا الحادث الذي تعرض له.

الحوادث بصفة عامة، وخاصة حوادث السيارات، قد تؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الدماغ، وهذا التأثير يتفاوت من إنسان إلى آخر حسب نوعية الحادث، وعمر الإنسان، وظروفه الصحية.

الارتجاجات الدماغية تؤدي لكثير من التغيرات السلوكية، قد تحدث تغيرات في الشخصية، خاصة إذا أصيب الفص الأمامي، أو ما يسمى بالفص الجبهي في المخ، ومراكز الوجدان أو الذاكرة قد تتأثر، وهذا يظهر في شكل عصبية، أو توتر أو سرعة انفعالات، ومزاج اكتئابي، وهنالك مراكز معينة للذاكرة توجد بمنطقة تسمى بالفص الصدغي، هذه أيضاً قد تتأثر حين تحدث مثل هذه الإصابات مما قد يضعف التركيز، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لهذا الابن، ولا شك أن فترة انتظاره بالمستشفى 6 أشهر، دليل على أن إصابته كانت بالغة، لكن -الحمد لله- من الواضح أنه بدأ يستعيد عافيته.

ونحن لا نيأس من التحسن إلا بعد مرور سنتين من الحادث، التحسن في الإدراك، والتحسن في المزاج، والاستمرار في أبعاد الشخصية قد يستغرق وقتاً يصل إلى عامين -إن شاء الله تعالى-.

وهذا التحسن يمكن مساعدة المريض فيه بأساليب كثيرة، هنالك أدوية محسنة للذاكرة، وأدوية تقلل من العصبية والانفعالية وعسر المزاج، وهي الآن موجودة ومتعددة، وهناك علاجات تأهيلية، فيجب أن نمرنه على تمارين الاسترخاء، وأن يمارس رياضة معقولة، هذا هو الحل -أيتها الفاضلة-، أن نذهب به للطبيب المختص في مراكز العلاج التأهيلي لما بعد الإصابات، وعادة الفريق العلاجي يوجد به طبيب نفسي، ومثل هذه الحالة يجب أن تحظى بمقابلة الطبيب النفسي، وأنا متأكد أن المراكز الطبية بها خدمات ممتازة، من حيث الخدمات العلاجية والتأهيلية، فأرجو أن تطلبوا من طبيب التأهيل الذي يشرف عليه، أن يعرضه على الطبيب النفسي، وأنا أطمئنك أنه توجد علاجات ستفيده تماماً، وقطعاً أنا لا أريد أن أعطيك آمالا واهية أو غير مؤسسة، لكني أتفاءل بالخير، وآمل حقيقة أن يتحسن، وأعتقد أنه توجد فرصة كثيرة لذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً