الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف شديد من المرض.. هل هو بسبب القلق الذي أعانيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت قصتي منذ 4 أشهر تقريبا، حيث أتتني حالة من الخوف الشديد من دون سبب، وأحسست بضيق في التنفس، واستطعت بعد معاناة أن أتخلص منها نسبيا، لكني حين انتقلت لمنزل آخر عادت لي.

وفي أحد الأيام أصابني ألم في كتفي الأيسر، فذهبت للطبيب، فقاس ضغطي، وكان 160على 90 ، وقال لي: إنه عارض، ويجب مراقبته أسبوعيا، وقمت بذلك، وكان بين 120على 70 أو 130على 80 ، لكن أصابني خوف شديد من أي مرض للقلب، وخوف من الموت أيضا وأصبحت فاقدا للشهية، وأشعر بعطش متواصل، وأحيانا تنميل في الوجه من جهة الفك، لكنه خفيف، وتيارات عصبية خفيفة.

هل لها علاقة بالقلق؟ لأني أعاني منه منذ أسبوعين بشكل كبير، حيث لا أتمكن من النوم، وأجريت تخطيطا للقلب مرتين، وكان سليما، لكن لا زلت أعاني من هذا الخوف، ومن أصوات في المعدة.

أتمنى أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحارث حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذه الأعراض التي تعاني منها كلها تندرج تحت مسمى ما يعرف بالحالات (النفسوجسدية) ويُقصد بذلك أن الأعراض الجسدية والمخاوف التي تشتكي منها هي في الأصل ناتجة من القلق، وقلق المخاوف المرضية منتشر جدا، والانشغال بأمراض القلب والضغط والتخوف منها هو أمر شائع جدا؛ لأنها حقيقة كثرت في الآونة الأخيرة، والناس أصبحت تسمع كثيرًا عن موت الفجاءة وتوقف القلب وحدوث نزيف دماغي كان سببه ارتفاع في ضغط الدم، فهذا الوضع أدى إلى توجسات ومخاوف وقلق حول الأمراض.

وكثير من الناس يُمكّن هذه الأعراض من خلال الممارسات الخاطئة، ومن هذه الممارسات الخاطئة هي: كثرة التنقل بين الأطباء، القراءة حول مواضيع طبية من مصادر غير جيدة، وغير رصينة، وفي بعض الأحيان يكون أيضًا الإنسان يعيش حياة الرخاوة، حياة ليست صحية: كثرة النوم، عدم الرياضة، عدم الانتظام في إدارة الوقت، هذا كله يمكّن تمكينًا قويًا لأعراض قلق المخاوف.

فيا أيها الفاضل الكريم، العلاج يكون من خلال:
أولاً: أن تفهم أن هذه الحالة حالة نفسية في الأصل، وحين نقول (نفسية) لا نعني أنها حالة خطيرة، قد تكون مزعجة بعض الشيء لكن لا خطورة منها مطلقًا.

ثانيًا: أن تتوقف عن التنقل بين الأطباء.

ثالثًا: تذهب إلى طبيب تثق فيه مثل طبيب الأسرة، أو الطبيب العام، أو الطبيب في المركز الصحي (مثلاً) أو الطبيب الباطني، وتقابله مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، وذلك من أجل عمل الفحوصات اللازمة.

رابعًا: نحن ننبه دائمًا لما نسميه بالحياة الصحية، الحياة الصحية تتطلب: أن يكون الإنسان منتظمًا في نومه، أن يمارس الرياضة، أن يكون غذاؤه غذاءً متوازنًا وصحيًّا، أن يحرص حرصًا تامًا في العبادات، أن يكون لديه تواصل اجتماعي جيد، أن يرفه عن نفسه، أن يقرأ ويطلع، أن تكون له صحبة خيّرة، أن يسعى دائمًا في تنمية نفسه تنمية موضوعية ونافعة.

فمن خلال هذه النُّظم والأُطر الحياتية السليمة ينصرف انتباه الإنسان تمامًا عن الأعراض القلقية والتوترية والمخاوف، فأرجو أن تتبع هذا المنهج.

بالنسبة لضغط الدم: قرار الطبيب كان صائبًا وجيدًا حين قال لك (هذا الارتفاع ربما يكون عارضًا، وسوف نراقب الضغط) وبالفعل اتضح أن ضغط الدم لديك جيد جدا، فما عليك بعد ذلك إلا بالفحوصات الروتينية التي تحدثتُ لك عنها، وأن تركز على دراستك، وأن تُدير وقتك بصورة ممتازة.

ربما يكون أيضًا من الأفضل أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدا المضادة للقلق، وأعتقد أن عقار (ديناكسيت) - وهو موجود في الأردن – سيكون خيارًا جيدًا وبسيطًا وسليمًا، تناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

ممارسة تمارين الاسترخاء، ومعها التمارين الرياضية لا شك أنها مفيدة كما ذكرنا، وبالنسبة لتمارين الاسترخاء موقعنا أعد استشارة تحت رقم: (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستفادة منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً